التكوين الذاتي.. مشروع لتنمية الشخصية ولاكتساب المعارف والكفايات بشكل منظم وتدبير ذاتي للموارد والوسائل البيداغوجية عبر اكتساب تجارب ومعايير جديدة للتقييم

تعريف التكوين الذاتي:

التكوين الذاتي هو عملية تطوير الذات وتحقيق النمو الشخصي من خلال العمل الفعال على تحسين مهاراتك ومعرفتك وقدراتك. يُشار إلى هذه العملية أيضًا بتطوير الذات أو التحسين الشخصي.

جوانب عملية التكوين الذاتي:

تتضمن عملية التكوين الذاتي العديد من الجوانب المختلفة، بما في ذلك:

1- وضع الأهداف:

تحديد الأهداف الشخصية والمهنية التي ترغب في تحقيقها. يجب أن تكون هذه الأهداف قابلة للقياس ومحددة بوضوح.

2- التعلم المستمر:

تخصيص وقت وجهد لاكتساب المعرفة وتطوير المهارات الجديدة في المجالات التي تهمك. يمكن أن يشمل ذلك قراءة الكتب، حضور الدورات التدريبية، مشاهدة الفيديوهات التعليمية، والتواصل مع الخبراء في المجال.

3- التحليل الذاتي:

تقييم نقاط القوة والضعف الخاصة بك وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. عندما تكون على دراية بما تفعله بشكل جيد وما تحتاج إلى تحسينه، يمكنك توجيه جهودك بشكل أكثر فعالية.

4- التطبيق العملي:

استخدم المعرفة والمهارات الجديدة التي اكتسبتها في حياتك اليومية وفي مجال عملك. قم بتطبيق ما تعلمته وتحديد الفرص التي يمكنك من خلالها تطبيق المهارات الجديدة.

5- التحفيز الذاتي:

حافظ على التحفيز والالتزام بتحقيق أهدافك الشخصية. قد يكون من المفيد إنشاء جدول زمني وتحديد مهام قابلة للقياس لتحقيق هذه الأهداف ومراقبة تقدمك.

6- التواصل والتعاون:

تعاون مع الآخرين واستفد من خبراتهم وملاحظاتهم. يمكن للمشاركة في مجموعات دراسية أو العمل في فرق تطوير المهارات أن تكون فعالة في توسيع معرفتك وتوجيهك نحو النمو.
تذكر أن التكوين الذاتي هو عملية مستمرة ومتواصلة. قم بتحديد أهداف جديدة بمرور الوقت ولا تتردد في تطوير نفسك وتحقيق إمكاناتك الكاملة.

ما هو التكوين الذاتي؟

يعني التكوين الذاتي تلك العملية الإرادية الهادفة إلى تملك وتطوير المعارف والكفايات، وتتميز هذه العملية بكونها مشروعا لتنمية الشخصية ولاكتساب المعارف والكفايات بشكل منظم.
كما تعتبر بمثابة تدبير ذاتي auto-gestion للموارد والوسائل البيداغوجية. وهذا التدبير هو تفعيل للمعرفة القائمة ويتجسد عبر اكتساب تجارب ومعايير جديدة للتقييم.

تصور التكوين الذاتي:

وبهذا المقتضى، يمكن تصور التكوين الذاتي من خلال ثلاثة منظورات وهي:
  • المنظور البيو_إبستيمي الذي يهدف إلى تنمية وتحرير الشخصية برمتها في علاقتها الرمزية بمحيطها.
  • المنظور السوسيو_بيداغوجي الذي يتصور التكوين الذاتي كتدبير منهجي يراد منه تنمية الكفايات والمعارف.
  • المنظور التقني_البيداغوجي الذي يهدف إلى جعل المعلومات في متناول الأشخاص ويسمح بالتالي، بتعلم ذاتي للمعارف.
وللإشارة، فإن مفهوم التكوين الذاتي يقترن بميلاد الفكر الحداثي، حيث تم التأكيد على أهمية الذات الفاعلة في بناء المعارف والحقائق، وهو الأمر الذي جسدته فلسفة الذات التي خرجت من معطف ديكارت وفكر الأنوار وتم تطوير مقولاتها وقضاياها، على يد فلاسفة كبار مثل كانط وهيجل، حيث أصبحت الذات مركزا ومرجعا وأصبح العقل هو المعبر عن مضمون هذه الذات.

أسباب تطور عمليات التكوين الذاتي:

وهناك سببان أساسيان يفسران تطور عمليات التكوين الذاتي:
  • فمن جهة، هناك تنامي إمكانات ووسائل التكوين، بفضل تسارع وتيرة التقدم التكنولوجي وتعدد إمكانات الإخبار والتواصل.
  • ومن جهة أخرى، فإن التحولات الطارئة على مستوى نمط العيش والعمل، تدعو إلى تكوين ذاتي وأيضا إلى تكوين مستمر.

وباختصار، يمكن القول بأن التكوين الذاتي مرتبط بالتقدم على المستوى التقني والمعلوماتي وبالفكر الحداثي وبفعالية الذات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال