في مرثاته لفرويد يقول "أودن": W.H.Auden "لم يعد مجرد شخص لكنه مناخ كامل للرأي".
لقد قدم المفكرون فى القرن التاسع عشر ما يمكن أن يعد "النصوص الإشارية" Signal texts التي تشكل صوى وعلامات لما نسميه النقد الثقافى الفاحص Cultural critique الذى يحتوى بين ثناياه النقد المؤسساتي Histitutional critique حيث يتم إنجاز النظم والأيديولوجيات، والنقد التحويلي Transformative critique حيث يتم استبعاد تلك الأيديولوجيات والنظم واستبدالها بغيرها فى إطار الفاعلية الدينامية للنقد الثقافى الفاحص أثناء ممارسته لدوره الواعى بحركة الواقع / المجتمع / الذات.
تعود تلك النصوص الإشارية البارزة التى جسدت النقد الثقافي الفاحص Cultural critique فى القرن التاسع عشر إلى:
1- كارل ماركس (C. Marx (1818 – 1883 فى تحليلاته الاجتماعية لمجتمع رأس المال وطبقات المجتمع ودور الثقافة فى النظم السياسية والاقتصادية.
2- نيتشه (Nietzsche (1844 – 1900 فى ثورة الفلسفة وفى بحثه عن الإنسان الكامل الذى يمتلك إرادته ويمارس دوره.
3- دى سوسير (F. Desaussure (1857 – 1913 فى إعادة تصوره للعلم اللغوى وإعادة النظر فى المقولات اللسانية والآراء السائدة والمستقرة ومراجعتها.
4- فرويد (S. Freud (1856 – 1939 فى دراساته النفسية التى حاولت اكتشاف أغوار النفس وإعادة النظر فى كثير مما استقر فى ذهن العصر حول النفس الإنسانية.
إن تلك المحاولات جميعاً كانت تحوى فى طياتها محاولات لاستقراء النقد الأدبى من خلال وضع مفاهيم مختلفة وجديدة للثقافة من ناحية، وفي علاقة تلك المفاهيم بقراءة الأدب والنصوص الثقافية المتنوعة من ناحية أخرى.
التسميات
نقد ثقافي