يتناول "جورج لوكاش" George Von Lukacs فى الجزء الثالث من كتابه النظرية الجمالية الفن باعتباره ظاهرة اجتما / تاريخية Art as a sosis-historical phenomenon non، وكان من أبرز المقولات الأنظولوجية التى قدمها "لوكاتش" فى تحليله للمجتمع الرأسمالي، وما أصاب الإنسان فيه: التشيؤ Reification والصنمية Fitichism وما نتج عن هذه الأدوار من اغتراب الإنسان فى تلك المجتمعات التى تقوم على الشمولية والعقلانية التقنية والأداتية وتتمسك بها بدعوى التقدم أو الاستنارة فى خضم لون من الحضارة يندفع - فى رأي كثير من المفكرين والفلاسفة - إلى الهاوية، ويتسلط على الوعى الإنسانى ليتحكم فيه بوسائل القمع السياسى والقهر الاقتصادى ليتحول الإنسان في نهاية الأمر إلى "شيء تديره الآلة وتشكله الماكينة وتطبعه السوق"، فكان التشيؤ والاغتراب وأداتية العقل أبرز الظواهر السلبية التى أفرزها النظام الرأسمالي.
ربط "لوكاتش" ربطاً وثيقاً بين الرواية وبين صعود الثقافة البرجوازية وانتشار النظام الاقتصادي الرأسمالي، فى كتابه "نظرية الرواية 1920"ويبين الكتاب جذور لوكاتش الهيجلية حين يستعير كثيراً من نصوص "هيجل" حول الفروق بين الرواية والملحمة وفلسفة "الكل هو الحقيقة الوحيدة".
وبناء على هذه الرؤى يربط "لوكاتش" بين الشكل الروائي والبنية الاجتماعية وعلى الرغم من أن "لوكاتش" يفرق بين الرواية والملحمة فإنه يرى فى اختلافهما وحدة تتضح فى كون كل منهما شكلاً فنياً أدبياً يعبر عن حقبة معينة من تاريخ الإنسانية، ذلك أن الملحمة كانت تعبيراً يستوعب الإنسانية فى مراحلها البدائية بينما جاءت الرواية بتعقدها الجدلى وتشابكها تعبيراً عن الإنسانية منذ القرن الثامن عشر حتى عصرنا هذا.
التسميات
نقد ثقافي