صناعة الخزف في العصر العباسي.. الزخرفة بالبريق المعدني وذلك برسم العناصر الزخرفية بألوان متعددة من الطلاء المعدني الأصفر والزيتوني والبني المحمر

توصل الخزافون المسلمون في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة الى اكتشاف اساليب جديدة في صناعة الخزف وزخرفته.

وكان إما بطريقة الحز أو بالضغط على العجينة لتكوين بعض الزخارف البارزة، كذلك استخدمت طريقة رسم الزخارف تحت الطلاء بلون واحد أو بألوان متعددة ومما ساعد على نشاط الخزافين ما استورده الخلفاء العباسيون من الخزف الصيني ذي التعريقات والبقع الملونة.

ولقد أجاد المسلمون تقليد هذا النوع من الخزف ولقد عثر على آثار من ذلك النوع في سمراء والمدائن ونيسابور.

- ومن الأمثلة الأولى التي تأثرت بالخزف الصيني مجموعة من الأواني تزينها زخارف هندسية أو نباتية على الارضية البيضاء.

وكان الابتكار العظيم الذي اهتدى اليه الخزافون المسلمون في العراق إكساب الإناء الخزفي بريقا معدنيا يختلف لونه من الأحمر النحاسي والاصفر الضارب الى الخضرة.

وكان هذا البريق المعدني يكسب السطح لمعانا معدنيا يشابه لمعان الاواني المعدنية.
وبذلك تمكنوا من الاستغناء عن الأواني الذهبية والفضية التي كان الفقهاء المسلمون يستنكرون على الحكام استعمالها لدلالتها على الترف والاسراف.

- اكتشف الخزافون أساليب جديدة في طريقة الزخرفة بالبريق المعدني وذلك برسم العناصر الزخرفية بألوان متعددة من الطلاء المعدني الأصفر والزيتوني والبني المحمر على الأرضية البيضاء المغطاة بالطلاء الشفاف.

واستخدمت هذه الطريقة في البلاطات التي تكسو الجدران ولها أمثله في بعض قصور سمراء وفي محراب جامع القيروان.

- ويعد الخزف ذو البريق المعدني أقدم أنواع الخزف الاسلامي الذي ظهرت به زخارف آدمية وحيوانية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال