الثقافة في عصر الرومان والأنوار.. محاولة الوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم بأفضل ما في الفكر الإنساني مما يؤدى إلى رقي البشرية

الثقافة في عصر الرومان والأنوار:

منذ أيام الرومان ارتبط معنى الثقافة بمعنى الإنسانيات فالثقافة عندهم تطلق على الإنسانيات من أدب ولغة ونحو ومنطق وفلسفة دون العلوم.

العلوم الإنسانية مقابل العلوم الطبيعية:

وفي القرن التاسع عشر أعاد فلاسفة الألمان النظر فى معنى لفظ Cultura واستعمالاته، ورجعوا إلى تاريخ اللفظ واستعماله عند الرومان فوجدوا أنه يتعلق بالعلوم الإنسانية في مقابل العلوم الطبيعية.

وكان يوهان هردر قد قال في أواخر القرن الثامن عشر أن ثقافة الشعب هي دم وجوده يريد أنها الدم الذي يجري في شرايين أفراده.

الوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم:

ثم جاء بعد ذلك فلاسفة واجتماعيون ألمان أمثال نيتشه ودلتاي، وهيجل، وفندلباند، وزيمل فبينوا القيم التى تتضمنها الثقافة والعلاقة بين ما هو موضوعي وشخصي في التحول الثقافي.

أما معاصروهم من المفكرون الإنجليز فقد نظروا في القيمة العملية للثقافة، حيث ذهب ماثيو أرنولد في كتابه المسمى "الثقافة والفوضى Culture and Anarchy" إلى القول إن الثقافة هي محاولة الوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم بأفضل ما في الفكر الإنساني مما يؤدى إلى رقي البشرية.