تنظيم الشباب المؤمن في المرحلة ما بين 1999م – 2004م:
بين عامي 1999م – 2004م بدأ نشاط "تنظيم الشباب المؤمن" يأخذ طابعاً عسكريا إلى جانب تكثيف الدور الثقافي عبر المخيمات الصيفية. وخلال هذه الفترة توسع نشاط التنظيم في أرجاء محافظة صعدة، ثم افتتحت العديد من الفروع في محافظات الجمهورية، ففي صعدة وحدها 24 مركزاً، عمران 6 مراكز، المحويت 5 مراكز، حجة 12 مركزاً، الأمانة 5 مراكز، ذمار 7 مراكز، إب مركز واحد، وكذلك تعز، بينما في محافظة صنعاء 4 مراكز، إلى ذلك تم إنشاء الجمعيات الخيرية والتعاونية التي تصب مواردها في دعم التنظيم وأنشطته، مضافاً إلى ذلك الموارد المالية من أطراف في الخارج.
وفي الفترة ذاتها حدثت أوسع عملية تغلغل في المرافق الحكومية وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية، مع تركيز مواز على المرافق التعليمية في محافظات صعدة، عمران، حجة، الجوف، وخصوصاً أثناء حركة الدمج بين المدارس الحكومية والمعاهد العلمية التي كان يشرف عليها حزب الاصلاح.
أهم سمات هذه المرحلة:
1- التهيئة النفسية: وذلك من خلال التعبئة المستمرة بحتمية المعركة وبعمالة النظام وعدم شرعيته، وإبراز النموذج الخميني كنموذج للعز والخلاص، وفي هذا الإطار كان لحسين الحوثي لوحده أكثر من 43 ملزمة ما بين كتيب ومحاضرة يصب في هذا الموضوع، وصار يتخذ لنفسه حرساً خاصاً بحجة أنه مستهدف من قبل أمريكا وإسرائيل، وصار يرفع أعلام حزب الله، والنقد الصريح والحاد للمذهب الزيدي والتهجم على رموزه، وبدأ تدريس المذهب الجعفري والترويج له ولأفكاره. وهناك من أرّخ هذا العام 1997م بأنه عام الانتقال الفعلي من الهادوية الجارودية إلى الجعفرية الاثنى عشرية.
2- التهيئة القتالية: وتمثلت في إبراز مظاهر القوة في احتفالات عاشوراء والغدير، والدعوة إلى شراء الأسلحة، حيث كان السلاح شرطاً في قبول العضو في التنظيم، وإقامة المناورات القتالية والتدريب على الرماية، وتكثيف الحراسات وبناء التحصينات والكهوف والأسوار، وشراء البزات العسكرية وصولاً إلى تقسيم صعدة إلى مناطق عسكرية توزع فيها الميليشيات.
وحسب بعض الوثائق التي تم العثور عليها مع أنصار الحوثي فإن صعدة قسمت بحسب الخطة الحوثية إلى ثلاث مناطق قتال: الرزامات، آل شافعة، آل النمري. فيما كانت أهم مناطق التمركز هي: جبل القوازي، شعب الوشل، الحصن، جبل حضيفة، ذات السبيل، جبل أيوب، جبل القدم، جبل أم عيسى. واحتوت هذه النقاط على 14 موقعاً. في كل موقع يتمترس ما بين 4 - 5 أشخاص. وتذكر الوثائق أن "يوسف أحمد المداني" كان مسؤول التسليح.
من الناحية الاعلامية بدأ التصعيد بإرسال مجموعات إلى العاصمة بغرض ترديد الصرخة في الجامع الكبير، والتأكيد للشباب الذين يذهبون لهذا الغرض بأنه سيتم اعتقالهم والتشديد عليهم بعدم كتابة تعهدات للدولة حال الافراج عنهم. وكان أول ظهور لما عرف بالصرخة في يوم 17 يناير 2002م عقب محاضرة ألقاها حسين بدر الدين الحوثي في مدرسة الهادي بمنطقة مران، بعنوان "الصرخة في وجه المستكبرين". تطرق خلالها إلى الطغيان الأمريكي والهوان الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية. وهاجم فيه تواطؤ الحكام وأشاد بموقف إيران وحزب الله، مستعرضاً الآيات القرآنية الداعية إلى الجهاد، ومفضياً إلى ضرورة مواجهة الجبروت الأمريكي الاسرائيلي بترديد شعار الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، وموجهاً الأتباع إلى ضرورة ترديده في المساجد، مشدداً على ضرورة ألاّ تتجاوز ردة فعلهم الجهادية ضد أمريكا مسألة ترديد الشعار. وأدى هذا لحملة اعتقالات وصل عددها حسب ما تقول صحيفة الحزب الأمة إلى 600 معتقل.
اعتمدت أساليب حسين الحوثي في تعبئة أتباعه ومعظمهم من الشباب والفتيان المتحمسين على الآيات القرآنية الصريحة في جهاد الكافرين وقتالهم، بعد أن قام بالحيلولة بينهم وبين الضوابط العلمية لفهم هذه الآيات، وذلك عن طريق سخريته الماهرة من موروث السنة وأصول الفقه وعلوم القرآن من ناسخ ومنسوخ، ومتشابه ومحكم، وأسباب النـزول، متذرعاً بأن القرآن واضح أنزله الله بلسان عربي مبين ليفهمه الخاص والعام، وبالتالي فالمطلوب فقط معرفة اللغة العربية، أما السنة وعلوم القرآن فكلها من وضع أهل السنة المعروفين بخوفهم من المواجهة وبمداهنتهم لأمزجة السلطان على مدى التاريخ.
وزاد الحوثي الأب في حواره الشهير مع صحيفة الوسط أن قال: إن سبب المواجهات هو أن الرئيس يخاف من أن يأخذ عليه حسين الولاية العامة.
زاد ترديد الشعارات، وحصلت بعض المصادمات مع أفراد من أمن الدولة، بعدها تم استدعاء حسين الحوثي لاستفساره عن أسباب هذه الصدامات ولسماع أقواله عدة مرات لكنه في كل مرة كان يرفض الحضور، قام بعدها محافظ صعدة شخصياً باستدعاءه ورفض الحضور، حتى وصل الأمر إلى رئيس الجمهورية وطُلب منه مقابلة الرئيس وله الرأي والأمان، فرد على أنه سيفد إلى صنعاء بطريقته الخاصة لأنه مستهدف من أمريكا، قبل الرئيس منه ذلك ومرت أسابيع ولم يأتي، فصدر الأمر بإلقاء القبض القهري عليه ولم تتمكن الدولة من ذلك لأنه بمجرد محاولة البحث عنه والتفتيش بدأت المواجهات.
وفي عام 2004م حدث تطوُّر خطير، حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين بدر الدين الحوثي بمظاهرات ضخمة في شوارع اليمن مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، وواجهت الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وذكرت أن الحوثي يدَّعِي الإمامة والمهديّة بل ويدَّعِي النبوَّة. وأعقب ذلك قيام الحكومة اليمنية بشنّ حرب مفتوحة على جماعة الحوثيين الشيعية، واستخدمت فيها أكثر من 30 ألف جندي يمني، واستخدمت أيضًا الطائرات والمدفعية، وأسفرت المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي واعتقال المئات ومصادرة عدد كبير من أسلحة الحوثيين.
بين عامي 1999م – 2004م بدأ نشاط "تنظيم الشباب المؤمن" يأخذ طابعاً عسكريا إلى جانب تكثيف الدور الثقافي عبر المخيمات الصيفية. وخلال هذه الفترة توسع نشاط التنظيم في أرجاء محافظة صعدة، ثم افتتحت العديد من الفروع في محافظات الجمهورية، ففي صعدة وحدها 24 مركزاً، عمران 6 مراكز، المحويت 5 مراكز، حجة 12 مركزاً، الأمانة 5 مراكز، ذمار 7 مراكز، إب مركز واحد، وكذلك تعز، بينما في محافظة صنعاء 4 مراكز، إلى ذلك تم إنشاء الجمعيات الخيرية والتعاونية التي تصب مواردها في دعم التنظيم وأنشطته، مضافاً إلى ذلك الموارد المالية من أطراف في الخارج.
وفي الفترة ذاتها حدثت أوسع عملية تغلغل في المرافق الحكومية وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية، مع تركيز مواز على المرافق التعليمية في محافظات صعدة، عمران، حجة، الجوف، وخصوصاً أثناء حركة الدمج بين المدارس الحكومية والمعاهد العلمية التي كان يشرف عليها حزب الاصلاح.
أهم سمات هذه المرحلة:
1- التهيئة النفسية: وذلك من خلال التعبئة المستمرة بحتمية المعركة وبعمالة النظام وعدم شرعيته، وإبراز النموذج الخميني كنموذج للعز والخلاص، وفي هذا الإطار كان لحسين الحوثي لوحده أكثر من 43 ملزمة ما بين كتيب ومحاضرة يصب في هذا الموضوع، وصار يتخذ لنفسه حرساً خاصاً بحجة أنه مستهدف من قبل أمريكا وإسرائيل، وصار يرفع أعلام حزب الله، والنقد الصريح والحاد للمذهب الزيدي والتهجم على رموزه، وبدأ تدريس المذهب الجعفري والترويج له ولأفكاره. وهناك من أرّخ هذا العام 1997م بأنه عام الانتقال الفعلي من الهادوية الجارودية إلى الجعفرية الاثنى عشرية.
2- التهيئة القتالية: وتمثلت في إبراز مظاهر القوة في احتفالات عاشوراء والغدير، والدعوة إلى شراء الأسلحة، حيث كان السلاح شرطاً في قبول العضو في التنظيم، وإقامة المناورات القتالية والتدريب على الرماية، وتكثيف الحراسات وبناء التحصينات والكهوف والأسوار، وشراء البزات العسكرية وصولاً إلى تقسيم صعدة إلى مناطق عسكرية توزع فيها الميليشيات.
وحسب بعض الوثائق التي تم العثور عليها مع أنصار الحوثي فإن صعدة قسمت بحسب الخطة الحوثية إلى ثلاث مناطق قتال: الرزامات، آل شافعة، آل النمري. فيما كانت أهم مناطق التمركز هي: جبل القوازي، شعب الوشل، الحصن، جبل حضيفة، ذات السبيل، جبل أيوب، جبل القدم، جبل أم عيسى. واحتوت هذه النقاط على 14 موقعاً. في كل موقع يتمترس ما بين 4 - 5 أشخاص. وتذكر الوثائق أن "يوسف أحمد المداني" كان مسؤول التسليح.
من الناحية الاعلامية بدأ التصعيد بإرسال مجموعات إلى العاصمة بغرض ترديد الصرخة في الجامع الكبير، والتأكيد للشباب الذين يذهبون لهذا الغرض بأنه سيتم اعتقالهم والتشديد عليهم بعدم كتابة تعهدات للدولة حال الافراج عنهم. وكان أول ظهور لما عرف بالصرخة في يوم 17 يناير 2002م عقب محاضرة ألقاها حسين بدر الدين الحوثي في مدرسة الهادي بمنطقة مران، بعنوان "الصرخة في وجه المستكبرين". تطرق خلالها إلى الطغيان الأمريكي والهوان الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية. وهاجم فيه تواطؤ الحكام وأشاد بموقف إيران وحزب الله، مستعرضاً الآيات القرآنية الداعية إلى الجهاد، ومفضياً إلى ضرورة مواجهة الجبروت الأمريكي الاسرائيلي بترديد شعار الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، وموجهاً الأتباع إلى ضرورة ترديده في المساجد، مشدداً على ضرورة ألاّ تتجاوز ردة فعلهم الجهادية ضد أمريكا مسألة ترديد الشعار. وأدى هذا لحملة اعتقالات وصل عددها حسب ما تقول صحيفة الحزب الأمة إلى 600 معتقل.
اعتمدت أساليب حسين الحوثي في تعبئة أتباعه ومعظمهم من الشباب والفتيان المتحمسين على الآيات القرآنية الصريحة في جهاد الكافرين وقتالهم، بعد أن قام بالحيلولة بينهم وبين الضوابط العلمية لفهم هذه الآيات، وذلك عن طريق سخريته الماهرة من موروث السنة وأصول الفقه وعلوم القرآن من ناسخ ومنسوخ، ومتشابه ومحكم، وأسباب النـزول، متذرعاً بأن القرآن واضح أنزله الله بلسان عربي مبين ليفهمه الخاص والعام، وبالتالي فالمطلوب فقط معرفة اللغة العربية، أما السنة وعلوم القرآن فكلها من وضع أهل السنة المعروفين بخوفهم من المواجهة وبمداهنتهم لأمزجة السلطان على مدى التاريخ.
وزاد الحوثي الأب في حواره الشهير مع صحيفة الوسط أن قال: إن سبب المواجهات هو أن الرئيس يخاف من أن يأخذ عليه حسين الولاية العامة.
زاد ترديد الشعارات، وحصلت بعض المصادمات مع أفراد من أمن الدولة، بعدها تم استدعاء حسين الحوثي لاستفساره عن أسباب هذه الصدامات ولسماع أقواله عدة مرات لكنه في كل مرة كان يرفض الحضور، قام بعدها محافظ صعدة شخصياً باستدعاءه ورفض الحضور، حتى وصل الأمر إلى رئيس الجمهورية وطُلب منه مقابلة الرئيس وله الرأي والأمان، فرد على أنه سيفد إلى صنعاء بطريقته الخاصة لأنه مستهدف من أمريكا، قبل الرئيس منه ذلك ومرت أسابيع ولم يأتي، فصدر الأمر بإلقاء القبض القهري عليه ولم تتمكن الدولة من ذلك لأنه بمجرد محاولة البحث عنه والتفتيش بدأت المواجهات.
وفي عام 2004م حدث تطوُّر خطير، حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين بدر الدين الحوثي بمظاهرات ضخمة في شوارع اليمن مناهضة للاحتلال الأمريكي للعراق، وواجهت الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وذكرت أن الحوثي يدَّعِي الإمامة والمهديّة بل ويدَّعِي النبوَّة. وأعقب ذلك قيام الحكومة اليمنية بشنّ حرب مفتوحة على جماعة الحوثيين الشيعية، واستخدمت فيها أكثر من 30 ألف جندي يمني، واستخدمت أيضًا الطائرات والمدفعية، وأسفرت المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي واعتقال المئات ومصادرة عدد كبير من أسلحة الحوثيين.
التسميات
حوثيون