الغابات المعتدلة الدفيئة (النفضية) والمختلطة.. نفض أوراق أشجارها خلال شهور الشتاء ليس بسبب كمية الأمطار ولكن لانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون حاجة النبات

تشغل الغابات المعتدلة النفضية نحو 16% من مساحات الغابات في العالم، وتنتشر في جهات الأقاليم المعتدلة خاصة في نصف الكرة الشمالي في شمال شرق الولايات المتحدة، وغرب ووسط أوروبا، واليابان، والصين الشعبية، وكوريا، والأجزاء الوسطى من سيبيريا، وبعض المناطق في نصف الكرة الجنوبي في الأرجنتين، والبرازيل، وجنوب شيلي، وجنوب شرق أستراليا، وجنوب أفريقيا.

وتتميز أشجار الغابات النفضية بنفض أوراقها خلال شهور الشتاء، وليس بسبب كمية الأمطار، ولكن لانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون حاجة النبات.

لذا يتوقف نشاطها في هذه الفترة وتسقط أوراقها للحد من فقد المياه، خاصة أن المياه الموجودة في مسام التربة تتعرض للتجمد خلال شهور الشتاء.

وتتغير الحال في شهور الصيف، حيث ينشط نمو الأشجار التي تبدو خضراء مزدهرة، كما تتسم أوراقها برقتها وعرضها.

وتتناقص أطوال أشجار هذه الغابات تبعًا لتناقص كمية الأمطار؛ لذا تتناقص أطوالها في أوروبا كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق حتى تكاد تختفي في شرق القارة بالقرب من جبال الأورال.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه الغابات قد تعرض للإزالة وحلت محلها الزراعة ومراكز العمران والمصانع وغير ذلك من صور استغلال الأرض، يبدو ذلك واضحًا في شمال الصين وأوروبا، وشمال روسيا، وفي الولايات المتحدة شرقي نهر الميسيسيبي، حيث لا توجد إلا في مساحات بسيطة متناثرة وتعمل الحكومات على الحفاظ عليها وحمايتها بإصدار القوانين التي تنظم استغلالها، كما أن بعضها يقع في المناطق الجبلية بعيدًا عن العمران مما حال دون استغلالها.

وتعد أخشاب الغابات النفضية ذات قيمة عظيمة؛ إذ يمكن قطعها وتشكيلها بسهولة وهي في هذه الميزة تفوق أخشاب الغابات الاستوائية.

ومن مميزات الغابات النفضية أيضًا وجود النوع الواحد من الأشجار في بقعة واحدة مما يسهل عملية الاستغلال، ويزيد من قيمتها الاقتصادية بالإضافة إلى قيمة أخشابها.

ومما ساعد على استغلال هذه الغابات أيضًا وقوعها في مناطق مكتظة بالسكان، فضلًا عن التقدم العلمي والتكنولوجي مما أدى إلى زيادة الطلب على أخشابها مما كان سببًا في إزالتها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال