احتفال الحوثيين بيوم الغدير.. تجمع رجالات القبائل والصبيان والتوجه إلى جبل المخروق والبدء بإطلاق الرصاص وتديد القصائد لمدح الرسول وبقية آل البيت

بعد فجر 18 من ذي الحجة تتجمع رجالات القبائل والصبيان، وينتظموا في صفوف تتقدمها السادة والوجهاء ثم يبدءوا بالتحرك إلى جبل يسمى المخروق  ويبدءون بإطلاق الرصاص، وتتعالى الأصوات مرددة القصائد التي تمتدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلي -رضي الله عنه- وبقية آل البيت.
وهذه خطبة لحسين الحوثي ألقيت في حفل الغدير: (إن الرسول لم يغادر هذه الحياة إلا بعد أن أعلن للأمة من الذي سيخلفه، وهذا هو موضوع اليوم.. ففي مثل هذا اليوم من السنة العاشرة  وبعد عودة الرسول من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي خم وخطب خطبة عظيمة، والحدث الهام في مثل هذا اليوم، وباعتباره فضيلة عظيمة من فضائل الإمام خطب رسول الله إلى أن قال: (يا أيها الناس، إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله) ويقول حسين الحوثي بعد هذا: (ما أعظم كلمة (هذا) في هذا المقام..لكننا تنكرنا لها.. والحل هو لابد للأمة من أعلام تلتف حولها هم  أهل البيت).
الرد:
 بالنسبة للاحتفال بيوم الغدير فهو بدعة ابتدعها الشيعة الأثنى عشرية، وأما بالنسبة للحديث الرسول: صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية) :وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وطائفة من أهل العلم بالحديث إنهم طعنوا فيه.. وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. فلا ريب انه كذب).
وصحة هذه الجملة عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صحت ـ لا تكون بحال دليلا على إثبات ما ألحقه به الحوثية من زيادات في الحديث للتوصل إلى تقديمه رضي الله عنه على بقية الصحابة كلهم، أو إلى الطعن في الصحابة بأنهم سلبوه حقه.
ومعنى الحديث اختلف فيه، وأيَّاً كان فإنه لا يناقض ما هو ثابت و معروف بالأحاديث الصحاح من أن أفضل الأمة أبو بكر وأنه الأحقُّ بالخلافة، ثم يليه عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه الله عنهم أجمعين.
ومن هذه المعاني التي ذكرت لهذا الحديث:
قَالَ الشَّافِعِيُّ: (يَعْنِي بِذَلِكَ ولاءَ الإِسلامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُم ).
وقَالَ الطِّيبِيُّ): لا يَسْتَقِيمُ أَنْ تُحْمَلَ الْوِلايَةُ عَلَى الإِمَامَةِ الَّتِي هِيَ التَّصَرُّفُ فِي أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ لأَنَّ الْمُتَصَرِّفَ الْمُسْتَقِلَّ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ هُوَ لا غَيْرُهُ فَيَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَحَبَّةِ ووَلاءِ الإِسْلامِ وَنَحْوِهِم ).
 وبعد هذه الوقفات السريعة مع عقائد الحوثيين والتي تمثل الامتداد المعاصر  التابع للإثني عشرية؛ ننتهي إلى القول بأن الحركة الحوثية وهي توظف كل إمكاناتها الفكرية لإثبات ولاية علي بن أبي طالب، فإنها لا تسعى لإثبات ولاية علي في حد ذاتها، ولكن لكي يتسنى لها بعد ذلك القول بوراثة كل الخصائص والحقوق السياسية والدينية التي كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- والتي أوصى بها لعلي من بعده الذي أوصى بها بدوره لسبطيه ومنهما إلى ذريتهما حتى وصلت إلى حسين بدر الدين الحوثي الذي يقاتل أتباعه اليوم الحكومة اليمنية: (التي تقتل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم) حسب تعبير يحيى الحوثي الممثل السياسي لجماعة الحوثيين في الخارج.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال