تحليل العمل الأدبي وفق منهج جولدمان البنيوي التكويني.. العلاقة بين الوضع الاقتصادي والطبقات الاجتماعية والوعي الجمعي المرتبط بالوعي الممكن وعلاقة رؤية العالم للأدب

يعتمد "جولدمان" على عدة مبادئ منهجية تكون بمثابة الأسس التى يلجأ إليها الباحث في تحليله للعمل الأدبي وفق منهج جولدمان البنيوي التكويني:
المبدأ الأول: هو دراسة العلاقة بين الوضع الاقتصادي والطبقات الاجتماعية، وهو مبدأ يرتكز على تصور الماركسية للعلاقة بين القاعدة المادية والبناء الفوقي فيرى جولدمان أن دراسة علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج هي التي تمكننا من فهم الواقع الاجتماعى قديماً وحديثاً، ويضيف "جولدمان" إلى هذا المبدأ أنه يحدد للطبقة ثلاثة عناصر هي: وظيفة الطبقة فى عملية الإنتاج، ومجموعة العلاقات التي تربطها بغيرها من الطبقات والوعي الجمعي لهذه الطبقة، ويعتبر "جولدمان" الوعي عملية دينامية ومحافظة فى الوقت نفسه، فهو دينامية حين يحاول الإنسان مد نشاطاته إلى العالم من حوله. ومحافظة حين يحاول أن يحافظ على بناءات الفكرة الداخلية.
والمبدأ الثاني: هو الوعي الجمعي الذي يرتبط بالوعي الممكن أي الوعي المحسوب لجماعة معينة وينقسم الوعي الجمعي لديه إلى نوعين: النوع الأول هو الوعي الحقيقي أو الوعي بالحاضر أي الذي يستوعب الجوانب الكلية والجوهرية في المجتمع، والنوع الثانى هو الوعي الممكن وهو يعني الوعي بالمستقبل.
أما المبدأ الثالث: فهو رؤية العالم وهو يتصل بالوعي الجمعي وخاصة حين يصل حالة من التماسك المنطقى والوضوح فإنه يصير رؤية العالم، ورؤية العالم هى من إنتاج طبقة اجتماعية معينة وهي نظرة شاملة إلى المجتمع، ورؤية العالم تختلف عن الأيديولوجيا لأن رؤية العالم تعبر عن القوى المستقبلية في المجتمع.
أما المبدأ الرابع: فهو يتصل بدراسة علاقة رؤية العالم للأدب فرؤية العالم التي تتجسد فى مختلف البنى الشعورية والسلوكية هي التى تعكس جوانبها الفكرية من خلال الأدب، وهي الوسيط بين الطبقة الاجتماعية والأدب الذى ينتج عنها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال