النقد الفاحص العميق الفلسفي وارتباطه بالثقافة والعقل.. القدرة على ربط الفكر والإدراك والتركيز على العوامل الداخلية للإدراك لمعرفة الذات

يعود مصطلحا Critique  Criticism إلى أصل يونانى واحد مشتق من Krinein الذى يعنى الفصل والتمييز، ويشير استخدامها الكلاسيكى إلى مجالات ثلاثة:
- الأول: فى مجال العدل: لوضع نظام الفصل فى النزاعات الشرعية.
- الثانى: فى مجال الطب: لوصف نقطة التحول فى أعراض مرض ما.
- الثالث: فى مجال الأدب: لدراسة النصوص الأدبية.

وأصبح المصطلح اليونانى مع مرور الزمن Critique ليصير جزءاً من اللغات الأوربية الحديثة خلال القرن السابع عشر.

أن النقد الفاحص / العميق / الفلسفي Critique وارتباطه بالثقافة من ناحية والعقل من ناحية أخرى على مر الأزمنة والفلسفات التى تطور فيها مفهوم العقل ووظيفته من "أرسطو" إلى "موناد" ليبنتز حيث لم يعد العقل البشرى محصوراً فى القدرة على ربط الفكر والإدراك وإنما أصبح العقل البشرى عنصر تدمير وقوة هدم لا تهذيب كما رأى بايل Bayle.

وهذه الرؤية تمثل تحولاً ملحوظاً فى مفهوم العقل ووظيفته، فلم يعد العقل يكتفى بأن يفسر ما يوجد فى إطار الحقائق الكونية فى سياقها الطبيعى بل إنه يسعى وراء حقيقة يلتزم لا بالبحث عنها ولكن بتأسيسها" وبمعنى آخر فالعقل يدرك أنه "نقد فاحص Critique".

ثم كان استخدام "كانت" للمصطلح فى كثير من كتبه للتأكيد على تحويل النقد Critique إلى التركيز على العوامل الداخلية للإدراك، وإلى مباشرة أكثر أنشطته صعوبة وهو معرفته بالذات.

وهنا يمكن فهم المعنى المزدوج لما يقصده "كانت "بقوله نقد" العقل الخالص "ذلك أن العقل الخالص سوف يكون" عامل "النقد Agent وأداته وسوف يكون موضوع Object النقد وغايته فى الوقت نفسه، وهذا المفهوم المعقد يضع النقد الفاحص Critique فى مقابلة مع النقد Criticism.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال