توجد أدلة أكيدة على وجود مشاكل عديدة تتعلق بالتلوث الداخلي تؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض مميتة وقاتلة في كثير من الأحيان.
ففي عام 1976 وقعت 182حالة التهاب الرئة بين عدد من الأمريكيين كانوا محتشدين لحضور مؤتمر في فندق في مدينة فيلادلفيا ومات منهم شخصا. وفيما بعد عرف سبب المرض بأنه مرض بكتيري يدعى التهاب الرئة التحشدي.
كان مرض التهاب الرئة التحشدي أول مرض في عائلة الأمراض التحشدية التي عزلت وشخصت وقسمت حسب علم الأمصال إلى 14 مجموعة.
إن التهاب الرئة التحشدي نال في الفترة الأخيرة المزيد من الاهتمام لأنه يمكن أن يكون حادا وتنتج عنه وفيات عالية بين الكهول، أو بين الذين أصيبوا سابقا ببعض الأمراض، ولأن مصدر العدوى بهذا المرض، مصدرا بيئيا لا ينتقل من شخص لآخر، وإنما بعد فترة حضانة تتراوح بين 2 - 10 أيام تظهر أعراض المرض على شكل غثيان وتقيئ وألم في البطن، أو تظهر علامات اضطراب في النظام العصبي المركزي كفقدان الذاكرة أو التشوش أو الركود الدماغي أو غير ذلك.
ومن الأمراض التحشدية الأخرى مرض يسمى بالحمى البونتية وهي عبارة عن رد فعل تحسسي للكائن العضوي.
وقد بينت الدراسات أن الموطن الطبيعي لأمراض التهاب الرئة التحشدي هو الماء الداخل إلى الأبنية عبر شبكات تمديد المياه حيث تتعايش مع العضويات الصغيرة الأخرى كالعفن والبكتيريا وغيرها.
وإذا كانت الشروط ملائمة لنمو البكتيريا فإنها سوف تتكاثر، ويتبع ذلك انتشارها في رذاذ الجو الداخلي مما يعرض السكان للخطر.
ومن العوامل التي تسهم في تكاثر البكتيريا الماء الراكد في درجات حرارة مرتفعة من 20 –40 مْ.
وهنا تستخدم شبكة المياه بشكل متقطع أو تغلق لفترات معينة مما يساعد على تطور ونمو طبقة حيوية رقيقة هي عبارة عن الميكروبات ومنتجاتها الجانبية التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض ذات الرئة التحشدي كما يسمى.
وقد أظهرت دراسة أجريت منذ نحو عشرون عاما في فنادق ومشافي إنكلترا وويلز، أن مرض ذات الرئة التحشدي واسع الانتشار إذ وجد في 53 % من الفنادق وفي 70 % من المشافي وسببه الرئيسي شبكات المياه الحارة.
وقد لوحظ توافق طردي بين وجود البكتيريا وحجم البناء، كما أن أبراج التبريد في المباني التي يوجد فيها أنظمة تبريد مغلقة كانت مرتعا لهذا الميكروب العضوي.
وقد ظهرت أمراض التهاب الرئة التحشدي في مناطق أخرى من العالم تمت ملاحظتها والتعرف إليها.
وكان السبب الرئيسي فيها تلوث الجو الداخلي برذاذ الماء الذي يحوي المادة الممرضة، وقد انبثق هذا الرذاذ من الدوشات والحنفيات والنوافير وغيرها.
التسميات
تلوث فيزيائي