الغلاف الحيوي المعاصر.. انقراض الكثير من الكائنات الحية الدقيقة وتقليص مساحة الغابات إلى النصف وتناقص الأنواع النباتية والحيوانية

يقدر عدد الأنواع الحية التي ظهرت خلال التاريخ الطبيعي للأرض ما بين 500 مليون إلى مليار نوع.
أما عدد الأنواع المعاصرة فيصل إلى 100 مليون نوع من مختلف الكائنات الحية النباتية والحيوانية والدقيقة.
ولكن المعروف والمدروس من هذه الأنواع أقل من ذلك بكثير.
وفي 600 مليون سنة الأخيرة، تغيرت أشكال الحياة على الأرض عدة مرات.
وتدل دراسات علم المستحاثات (الأحافير Fossil) أن آخر انقراض جماعي للكائنات الحية البحرية حدث منذ نحو 14 مليون سنة.
ولكن في هذا العصر فإن الكرة الأرضية تقع من جديد على حافة انقراض جماعية واسعة المدى (كونية)، ولكنها هذه المرة ناتجة عن نشاطات الإنسان وتأثيراته المختلفة.
الانقراض قد يطال الجنس البشري هذه المرة:
مما لا شك فيه أن هذا الوضع يشكل خطراً على مستقبل الجنس البشري نفسه، لأن الانقراض هذه المرة إن حدث لا سمح الله، فسوف يطال الإنسان قبل غيره من الكائنات الحية، خاصة أن الإنسان استطاع في الفترة الأخيرة تغيير الوسط الحيوي، والتأثير على تنوعه الذي تكون خلال ملايين السنين.
ويقدر أن الإنسان قضى على نحو 60 ألف نوع من النباتات، و6 ألاف نوع من الحيوانات، وتسبب في انقراض الكثير من الكائنات الحية الدقيقة، وتقليص مساحة الغابات إلى النصف.
وبحسب معطيات المنظمة العالمية لحماية البيئة (اليونيب UNEP)، فإن الانقراض يهدد الآن نحو ألف نوع من الطيور والحيوانات، ونحو 25 ألف نوع من النباتات.
وبالطبع فإن الانقراض أو التهديد بالانقراض الذي تتعرض له الكائنات الحية البرية والمائية، يشمل مناطق واسعة من العالم، بما في ذلك العالم العربي الذي يعاني من تراجع الذخر الجيني، وتناقص الأنواع النباتية والحيوانية.
وبمراجعة متأنية للدراسات التاريخية والأثرية، نجد أن العالم العربي كان في الماضي القريب أكثر غنى بالتنوع الحيوي، النباتي والحيواني عما هو عليه الآن.
وقد تعرضت الكثير من النبات والحيوانات والطيور للانقراض، أو هي مهددة بالانقراض، وهذا سينعكس سلباً على حياة الإنسان هنا، وإمكانية حصوله في المستقبل على حاجاته من الثروة الغذائية والدوائية والصحية والجمالية.
وهكذا فإن التنوع الحيوي على مستوى العالم يعد الآن مهدداً بكارثة محتملة، إذا لم يتدخل العقل البشري الموجه لتحقيق الانسجام بين الإنسان، وبين الوسط الذي يعيش فيه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال