الدورة المائية.. تبخر الماء بتأثير الأشعة الشمسية من المسطحات المائية ومن عمليات النتح في النباتات ويتكاثف في الجو ويشكل الغيوم ثم يعود ليسقط فوق المحيطات واليابسة

الدورة المائية Hydrological Cycle

تبدأ الدورة المائية عندما يتبخر الماء بتأثير الأشعة الشمسية من المسطحات المائية بشكل رئيسي، ومن عمليات النتح في النباتات، ويتكاثف في الجو، ويشكل الغيوم، ثم يعود ليسقط فوق المحيطات واليابسة على شكل أمطار وثلوج، ويشكل الجريان المائي السطحي والباطني.

التبخر والتكاثف والتهطال:

وعندما يهطل المطر والثلج فإن معظمه يهطل فوق المحيطات (نحو 90 %) وقسم يهطل فوق اليابسة (نحو 10 %) ويجري معظمه إلى الأنهار والبحيرات، ويصل إلى البحار والمحيطات، وقسم منه ينفذ إلى باطن الأرض، ويشكل المياه الجوفية على أعماق مختلفة.
وتعود المياه إلى التبخر والتكاثف والتهطال من جديد في دورة دائمة.

خامات متجددة ودائمة:

وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ* وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ* (الطارق 10 - 11).
قال ابن عباس: الرجع المطر، وعنه: هو السحاب فيه المطر، وعنه {وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ} تمطر ثم تمطر، وعنه: {وَٱلأّرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ}، هو انصداعها عن النبات.
لذلك تعد المياه من الخامات المتجددة والدائمة، وهي ذات قدر ثابت فليست كالغابات، أو النفط أو غيره بحيث يمكن زيادتها أو إنقاصها بشكل عام.
ولكن هنا لا بد من ذكر الملاحظة التالية، وهي أن ثبات كمية المياه في الدورة المائية وفي الغلاف المائي، يؤخذ على المستوى الكوني، ولفترات زمنية طويلة.

خلل التوازن المائي:

وفي بعض الأماكن ولأسباب كثيرة قد يحدث خلل في التوازن المائي، فالزراعة مثلاً تستهلك كمية كبيرة من المياه العذبة، التي لا تعود إلى الدورة المائية، وتقدر بنحو 100 مليون متر مكعب سنوياً، وهي كمية تزداد سنوياً بمقدار 4 - 5 %، وعليه فإن البشرية أمام مشكلة نفاد أو نقص الثروة المائية التي تنقص في أماكن، وتزداد في أخرى. 

استنزاف وتلوث:

علما أن كمية المياه المالحة والموجودة في البحار والمحيطات تبلغ نحو  97.2 % من إجمالي مياه الهيدروسفير والباقي أي 2.8 % هي مياه عذبة ولكن معظمها (حوالي 77 %) موجود في الكتل الجليدية، وهي بعيدة المنال، بينما النسبة القليلة جدا من المياه العذبة متوافرة للبشر والنباتات والحيوانات، وللأسف فإن هذه النسبة القليلة جدا لا يتم الاستفادة منها بشكل عقلاني، وتتعرض للاستنزاف والتلوث، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية وبيئية كثيرة مرتبطة بذلك.

خلل في النظام البيئي:

والتلوث الذي تتعرض له الدورة المائية يعد جزءاً من التلوث الذي تتعرض له البيئة والنظام البيئي عموماُ، بسبب الترابط والتفاعل بين مختلف عناصر البيئة حيث إن القضاء على الغابات والأشجار والحياة النباتية مثلاً يؤدي إلى انجراف التربة مع مياه الأمطار.
وقد يؤدي ذلك إلى حدوث الفيضانات، وإلى انتقال الرسوبيات والطمي إلى البحيرات الطبيعية أو الاصطناعية وإلى حدوث تفاعلات وتأثيرات بيئية مختلفة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال