التوعية الروحية للموحدين الدروز.. إقامة الدورات التدريسية بشكل منتظم ودائم على يد نوادي وجمعيات درزية موجودة في المهجر

إن المهاجر الدرزي يختلف عن المهاجر من أبناء الطوائف الأخرى بأنه من جهة واحدة سريع التأقلم رغم الصعوبات التي يواجهها ومن جهة أخرى يشعر برغبة عميقة وشديدة للحفاظ على تراثه, وقد أصبحت الهجرة هي السبب الأول التي أثرت وغيرت في عادات وتقاليد هذا المهاجر ولذلك أدخل المهاجر الدرزي نمطا جديدا إلى حياته يختلف جذريا عن عادات وتقاليد وطنه الأم.
إن اللوم في وضع الدروز في المهجر وانخراطهم في ذلك المجتمع يقع في الأساس على عاتق أصحاب الشأن والمسؤولين في البلاد الأم, ففي هذه البلاد لم يتبنى أحدهم معالجة قضية الشرح الروحي النوراني لهذه الشبيبة التي تهاجر أنما اقتصرت على محاولاتهم فقط على تعيين أئمة مأذونين واقتصرت وظيفتهم على أقامة مراسيم الزواج والطلاق وصلاة الميت.
من جهة أخرى فإن أحد أسباب عدم تعيين أناسا مسئولين عن هذا المجال تتعلق بطبيعة مذهب التوحيد الذي منع التبشير فالمذهب الدرزي منذ أقفال الدعوة في القرن أل 11 يدعو الناس الموحدين إلى التفتيش عن المعرفة وبموجب مذهب التوحيد فأن العلاقة بين الخالق والعابد تتعلق بمدى أرادة الموحد على التعمق في الين التوحيدي .
أذا ما هو المطلوب الآن؟ والسؤال المطروح بالفعل هو : ما عسانا نفعل حتى نعطي هذا المهاجر الموحد الخطوط الأساسية من المعرفة لمذهبه وأصوله؟
إن القليل من المحاولات في هذا المجال نجحت وأنه لتحقيق هذا الهدف يجب العمل وفق خطة منظمة ذات هيكلية خاصة تعني وتهتم بإقامة الدورات التدريسية بشكل منتظم ودائم على يد نوادي وجمعيات درزية موجودة في المهجر وتكون تحت أشراف المسئولين, كما ويتوجب على هذه المنظمات أن تضع هذا الموضوع على رأس سلم أولوياتها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال