البحر المتوسط أشبه ببحيرة داخلية تطل عليه 16 دولة، تنتمي إلى ثلاث قارات، هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، ويعد من أكثر بحار العالم تلوثاً.
والبعض يرى أن البحر المتوسط دخل مرحلة الاحتضار، بينما يرى البعض الآخر أنه صار بحراً ميتاً من الناحية البيولوجية، بسبب الكم الهائل من الملوثات التي تنتهي إليه من مصادرٍ مختلفةٍ طبيعية وبشريةٍ، صناعية وزراعية وتجارية.
فعبره يتم نقل أكثر من 30 % من البترول العالمي المنقول في ناقلات النفط العملاقة، وعلى شواطئه يوجد أكثر من 120 مدينة ساحلية تنتهي مجاري الصرف الصحي منها إلى البحر دون معالجة تذكر.
ويوجد على شواطئ المتوسط أكثر من 200 ألف مصنع ومعمل 90 % منها في أوروبا.
ويتوقع أن استخدام المناطق الساحلية بشكل عام للسكن والصناعة والسياحة سوف يتسارع ويتزايد معه التأثير السلبي في الأنظمة البيئية والأمن البيئي.
ومياه الأنهار تحمل الملوثات إليه من كل حدب وصوب، من أوروبا وأفريقيا وآسيا، ولا تتجاوز مسؤولية البلدان العربية أكثر من نحو 15 % من الملوثات التي تنتهي في البحر المتوسط، والباقي من البلدان الأخرى.
ومع ذلك فإن التيارات البحرية تتحرك من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق وتحمل معها الملوثات إلى هذه الشواطئ العربية!.
جميع هذه الملوثات، وهذا الوضع بمجمله يهدد الأمن المائي للبحر المتوسط، ويهدد الأمن البيئي العربي خاصة للدول العربية على شواطئه.
ويزيد في خطر تلوث البحر المتوسط، الوضع الهيدرولوجي والمورفولوجي والبيولوجي لهذا البحر، والمتعلق بضعف تجدد مياهه.
فهو يتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق بعرض يبلغ نحو 26 كم فقط، ويتصل بالبحر الأسود عبر مضيقي البسفور والدردنيل، ومع البحر الأحمر عبر قناة السويس، ودورة تجدد مياه البحر المتوسط تستغرق نحو 80 سنة.
التسميات
أمن بيئي عربي