تلوث الماء بالمخلفات الصناعية.. تبريد المحركات وتصنيع المواد الأولية وتحويلها إلى مواد مصنعة وإلقاء المصانع بمخلفاتها إلى المصادر المائية

لأن معظم الصناعات تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، من أجل تبريد المحركات، وتصنيع المواد الأولية وتحويلها إلى مواد مصنعة، فقد قامت معظم هذه الصناعات بالقرب من مصادر المياه.
و بالتالي فإن هذه المصانع تلقي بمخلفاتها إلى هذه المصادر المائية.
وتختلف هذه المصانع في مدى حاجتها للمياه، وفي كمية الملوثات الملقية منها إلى المياه أيضا، باختلاف عدة عوامل منها، نوع الصناعة، ونوع المواد الأولية المستخدمة وكميتها، ونوع المواد المصنعة وكميتها، وأساليب الإنتاج، ومدى اعتماد الدورات الصناعية المغلقة، والاستفادة من التقدم التقني، ووسائل التكنولوجيا النظيفة بيئياً.
وأهم الصناعات الملوثة للمياه، صناعة الورق، وصناعة المواد الكيميائية، والبلاستيكية، وتصنيع ودبغ الجلود والفراء والأصواف، والأصباغ والدهانات وغيرها الكثير.
وجل هذه الصناعات تسبب في إلقاء كميات كبيرة من الملوثات العضوية وغير العضوية والمعدنية والكيميائية، والكثير منها مواد سامة وتحتاج إلى فترة طويلة جدا للتحلل والتفكك.
وأخطر هذه الملوثات، ما يسمى بالمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم وغيره.
لقد غدت المصادر المائية في الكثير من مناطق العلم تئن تحت وطأة التلوث سواء في العالم المتقدم، أو النامي أو المتخلف، مثل البحر المتوسط، وبحر البلطيق، والبحر الأحمر، والخليج العربي.
وقس على ذلك الأنهار الكبيرة والصغيرة في العالم، كنهر الراين الذي تلقى إليه الكثير من المخلفات الصناعية في جميع دول أوروبا الغربية التي يمر بها.
ونهر بوتاماك الذي تلقى إليه مخلفات مدينة واشنطن.
وكذلك تلوث البحيرات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحتى بحيرة البايكال في سيبريا بشرق روسيا والتي كانت توصف بأنها أعذب بحيرة في العالم لم تخل من التلوث الصناعي، وبخاصة مخلفات صناعة الورق.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال