لقد أصبح من المعروف للكثيرين أن مشكلات الأمن البيئي، هي سبب لمشكلات وصراعات أخرى، وفي مقدمتها الحروب، وهي في نفس الوقت نتيجةً لهذه الحروب والصراعات، والتي غالباً ما حدثت في الماضي القريب والبعيد، وتحدث الآن في كل زمان ومكان، بسبب التنافس بين القوى الاستعمارية، بهدف الحصول على الموارد الطبيعية هنا أو هناك.
إن التدهور البيئي هو سبب ونتيجة في آنٍ معاً للنزاعات السياسية بين الدول، وكثيراً ما تكون هذه النزاعات كما ذكرنا آنفاً بسبب الصراع للاستحواذ على المواد الأولية، والموارد الطبيعية، وبخاصة غير المتجددة أو المتجددة ببطء شديد.
ويرى البعض أن هذه الصراعات سوف تتزايد وتتفاقم، كلما تزايد الضغط على الموارد، و شحت، وازدادت الحاجة إليها والمنافسة عليها، والمشكلات السياسية في المنطقة كثيرة جداً وفتيل انفجارها مشتعل وجاهز دائماً.
في مقدمة هذه المشكلات وجود إسرائيل واحتلالها لفلسطين والأراضي العربية الأخرى، وأطماعها وتهديدها الدائم للمنطقة، والمشكلات الحدودية بين بعض البلدان العربية، وبينها وبين بعض الدول المجاورة، والمشكلة الكردية، ومشكلات جنوب السودان وغربه (دارفور)، خاصة بعد الحديث عن وجود احتياطي من النفط، والمعادن، واليورانيوم هناك، ووجود صراع محتدم بين الدول والشركات الأجنبية لاستغلال تلك الثروات.
وبحسب تقرير اللجنة العالمية للبيئة فإنه بالإضافة إلى مشكلات الفقر والظلم والإجهاد البيئي المترابطة فيما بينها، يمكن للتسابق على المواد الأولية غير المتجددة أو الأرض أو الطاقة أن يخلق توترا، فقد كان البحث عن المواد الأولية هو السبب الكامن وراء معظم أشكال التنافس بين القوى الاستعمارية وإخضاع ممتلكاتها، وتنذر الصراعات في الشرق الأوسط، لا محالة، بتدخل القوى الكبرى، واندلاع حريق عالمي لأسباب تعود في جزء منها إلى المصالح النفطية الدولية.
كما أن الأطماع الواضحة بنفط الخليج العربي والرغبة الأمريكية الجامحة بوضع اليد على المنطقة كانت السبب في حدوث حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة (احتلال العراق).
ومن المعروف أن هذه الحروب أدت وتؤدي وستؤدي، إلى حدوث مشكلات معقدة سياسية واجتماعية وعسكرية، وكلها تسبب اختلال البيئة والأنظمة البيئية، وفقدان التوازن والاستقرار البيئي، وتهدد بالنتيجة الأمن البيئي الوطني والقومي والإقليمي والعالمي.
التسميات
أمن بيئي عربي