يؤثر تطبيق نموذج الإشراف بالأهداف على عدد من الوظائف الإدارية ومنها من السلطة والمسؤولية والقيادة والرقابة والتقييم ووصف الوظائف وذلك على النحو الآتي:
1- السلطة والمسؤولية:
إن مفهوم السلطة في ظل الإدارة التقليدية مفهوم قانوني ورسمي، فسلطة أي منصب مستمدة من القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها ومرتبطة- إلى حد كبير- بموقع المنصب في الهيكل التنظيمي بغض النظر عن مدى إسهام المنصب في تحقيق أهداف التنظيم، وكذلك الحال بالنسبة للمسؤولية، فهي تعني محاسبة الموظف بالنسبة لمدى تقيده بالقوانين والأنظمة، ومدى شرعية تصرفاته مع عدم ارتباط ذلك بصورة مباشرة بمدى إنجازه للنتائج المتوقعة منه.
أما في ظل نموذج الإشراف بالأهداف فإن الصورة تختلف، فسلطة المنصب يتم تحديدها على أساس حاجة شاغل المنصب الفعلية إلى الصلاحيات التي تمكنه من إنجاز أهداف محددة.
فالمشرف أو المدير أو المعلم يمنح سلطات كبيرة ومرنه في اتخاذ القرارات ولكنه وفي نفس الوقت يحاسب على ما أنجزه من نتائج وفقاً للمعايير المتفق عليها مسبقاً، أي أن المسؤولية في ظل نموذج الإشراف بالأهداف تتمثل في محاسبة المشرف أو المدير أو المعلم على مدى مساهمته في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية أكثر من محاسبته على كيفية ممارسته لصلاحيات وظيفته.
2- القيادة:
يجب على المشرف التربوي أن يكون أسلوبه في الإشراف بالأهداف أسلوباً شورياً يسمح بمشاركة المعلمين في تحديد الأهداف والنتائج التي يتوقع منهم تحقيقها.
ولذا فاشتراك المشرف مع المعلمين في وضع الأهداف يعد شرطاً أساساً لنجاح نموذج الإشراف بالأهداف.
ولا يُقصد بالاشتراك المشاركة الشكلية، بل لابد من المشاركة الحقيقية المتمثلة في قبول المشرف أراء ومقترحات المعلمين حتى ولو كانت مخالفة لآرائه، إذا كانت تؤدي إلى زيادة إسهام المعلمين في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية.
وهذا يتطلب منه أن يجتمع مع المعلمين ويناقش معهم أهداف المؤسسة التربوية ودورهم في تحقيق تلك الأهداف والعقبات التي تعترض سبيل تحقيقها وتشجيعهم على وضعها في حيز التنفيذ لتنبع الأنشطة منهم.
إن اشتراك المعلمين في وضع الأهداف مبني على نظرية أن الفرد إذا اشترك اشتركاً حقيقياً في وضع هدف معين فإنه ينمو لديه الدافع القوي لتحقيقه.
3- الرقابة والتقييم:
الرقابة بالمفهوم التقليدي تعني الرقابة المشددة على موارد المنظمة وكيفية استخدامها، وهي تهتم بالتدقيق على مخصصات التنظيم المالية والمعدات والأجهزة المستخدمة والمعلمين، وكيفية إنفاق المخصصات المالية واستخدام المعدات وطريقة أداء المعلمين للمهام الموكلة لهم.
وهي تهتم بشكل رئيس بمحاولة تحديد الأخطاء وإيقاع العقوبة على المعلم الذي يخالف القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها.
أما في ظل نموذج الإشراف بالأهداف فإن الرقابة تتمثل في متابعة الإنجاز لمعرفة مدى إسهام المعلم في تحقيق الأهداف والوصول إلى النتائج المتوقعة والكشف عن جوانب القصور والانحرافات للتغلب عليها وتلافيها وتعديل المسار إذا لزم الأمر.
وعليه فإن الرقابة على مدى إنجاز الأهداف تفوق الرقابة على المدخلات والنشاطات من حيث الأهمية، لأن غاية النشاط الإداري أهم من الوسيلة، والنتائج أيضاً أهم من الممارسات الإدارية.
4- وصف الوظائف:
يتم وصف الوظائف في ظل الإدارة التقليدية بتحديد مهام واختصاصات كل منصب إداري، ومظاهر السلوك التي يجب على شاغلي المنصب أن يتقيد بها والحد الأدنى من المؤهلات العلمية والخبرات العملية، أي أن الاهتمام يتركز بالدرجة الأولى على مدخلات الوظيفة وواجباتها ومسؤولياتها ومهامها.
أما في نموذج الإشراف بالأهداف فيتم وصف وظيفة المعلم على أساس تحديد درجة مساهمتها في تحقيق أهداف المؤسسة التربوية، وكل منصب إداري يستمد منطقه ومبرره من النتائج المتوقع تحقيقها.
التسميات
إشراف بالأهداف والكفايات