شرح وتحليل قصيدة "البردة - بانت سعاد" لكعب بن زهير:
في عصبة من قريش قال قائلهم
ببطن مكة لما اسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف
عند اللقاء ولا ميل معازيل
شم العرانين أبطال لبوسهم
شم العرانين أبطال لبوسهم
من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق
بيض سوابغ قد شكت لها حلق
كأنها حلق القفعاء مجدول
يمشون مشي الجمال الزهر
يمشون مشي الجمال الزهر
ضرب إذا عرّد السود التنابيل
لا يفرحون إذا نالت رماحهم
لا يفرحون إذا نالت رماحهم
قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطعن إلا في نحورهم
لا يقع الطعن إلا في نحورهم
1. الشجاعة والثبات:
- الاستعداد الدائم للحرب: وصف الشاعر المهاجرين بأنهم مستعدون دائمًا للقتال والدفاع عن دينهم وبلادهم، فهم يطيرون إلى ساحات المعارك عند سماع صيحة الحرب.
- القوة البدنية والمهارة القتالية: يصفهم الشاعر بأنهم أقوياء وأصحاب سلاح قوي، مما يدل على قدراتهم القتالية العالية.
- الثبات في المعركة: يصفهم بأنهم يثبتون في المعركة ولا يهربون، مما يدل على شجاعتهم وثباتهم.
2. الكرامة والعزة:
- الكبر والأنف: يصف الشاعر المهاجرين بأنهم أصحاب كبر وأنف، أي أنهم يمتلكون كرامة وعزة نفس عالية ولا يقبلون الذل.
- الرفعة والعلو: يصفهم بأنهم أصحاب رفعة وعلو مقدار، أي أنهم يتمتعون بمكانة عالية وشأن كبير.
3. الفروسية والشجاعة:
- دروع من صنع داود: شبه الشاعر دروع المهاجرين بدروع داود، وهو دليل على قوة وصلابة دروعهم ومهارتهم في صناعتها.
- سيوف بيضاء: يصف الشاعر سيوفهم بأنها بيضاء لامعة، مما يدل على اهتمامهم بنظافة أسلحتهم واستعدادهم الدائم للقتال.
- الوقار والحزم: يصف الشاعر مشيهم بأنه وئيد وهادئ، مما يدل على ثقتهم بأنفسهم وقوتهم.
4. النبل والشرف:
- البشرة البيضاء: يرمز البشرة البيضاء إلى النبل والشرف، وهو وصف شائع في الشعر العربي القديم للأشراف والأجواد.
- ضرب الأعداء: يصف الشاعر المهاجرين بأنهم يضربون أعداءهم بالسيوف والرماح، مما يدل على شجاعتهم وحميتهم.
5. الثقة بالنفس والخبرة:
- عدم الفرح بالنصر: يصف الشاعر المهاجرين بأنهم لا يفرحون بالنصر، لأنهم معتادون على الانتصار، مما يدل على ثقتهم بأنفسهم وخبرتهم في القتال.
- عدم الفزع من الهزيمة: يصف الشاعر المهاجرين بأنهم لا يفزعون من الهزيمة، لأنهم يعرفون أن النصر والهزيمة متقلبان.
- الاستعداد الدائم للقتال: يصف الشاعر المهاجرين بأنهم لا يتأخرون عن الوصول إلى ساحات القتال، مما يدل على استعدادهم الدائم للقتال.
مميزات القصيدة:
- الوصف الدقيق: استخدم الشاعر الكثير من الأوصاف الدقيقة والكلمات الواضحة لوصف المهاجرين، مما جعل الصورة واضحة في ذهن القارئ.
- الاستعارات والتشبيهات: استخدم الشاعر العديد من الاستعارات والتشبيهات، مثل تشبيه دروع المهاجرين بدروع داود، مما زاد من جمال القصيدة وقوتها التعبيرية.
- الحصر والاستثناء: استخدم الشاعر الحصر والاستثناء لتأكيد معنى ما، مثل "لا يقع الطعن إلا في نحورهم"، مما زاد من قوة التأكيد.
- اللغة السلسة: استخدم الشاعر لغة سلسة وواضحة، مما جعل القصيدة سهلة الفهم والتذكر.
- وحدة البيت: تتميز القصيدة بوحدة البيت، حيث يركز كل بيت على فكرة واحدة، مما يسهل على القارئ متابعة المعنى.
خلاصة:
تعتبر هذه القصيدة نموذجًا للشعر المدحي الذي يهدف إلى وصف صفات الممدوحين وتقديم صورة إيجابية عنهم. وقد استطاع الشاعر من خلال هذه القصيدة أن يرسم صورة مثالية للمهاجرين، الذين كانوا يمثلون النخبة القيادية في المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت.
التسميات
تحليل قصيدة