عيسى بلاطة: عملاق النقد والأدب العربي
عيسى بلاطة، الناقد والأكاديمي الفلسطيني، هو شخصية بارزة في المشهد الثقافي العربي، ترك بصمة واضحة في دراسة الأدب العربي الحديث، لا سيما شعرية بدر شاكر السياب. ولد بلاطة في القدس عام 1929، وحمل معه منذ صغره شغفًا بالأدب والمعرفة، مما دفعه إلى السعي وراء العلم والمعرفة.
رحلة أكاديمية حافلة:
بعد مسيرة علمية حافلة، نال بلاطة درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1970، حيث قدم أطروحة قيمة عن الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب، والتي كانت نواة لكتابه المؤثر "بدر شاكر السياب: حياته وشعره". وقد أسهمت هذه الأطروحة في إلقاء الضوء على جوانب جديدة من شخصية السياب وإبداعه، مما جعله مرجعًا أساسيًا لدراسة شعر السياب.
مسيرة حافلة بالتدريس والبحث:
عمل بلاطة أستاذًا للأدب العربي في جامعة ماكفيل الكندية، حيث ساهم في بناء جيل جديد من الباحثين والدارسين للأدب العربي. كما شغل منصب المدير المساعد لمعهد الدراسات في الجامعة ذاتها، مما أتاح له الفرصة للتفاعل مع مختلف الثقافات والأفكار.
إسهامات في النقد والأدب:
ترك بلاطة إرثًا أدبيًا ونقديًا غنيًا، من أبرز أعماله:
- الرومانتيكية ومعالمها في الشعر العربي الحديث: يعتبر هذا الكتاب من أهم الدراسات التي تناولت ظاهرة الرومانتيكية في الشعر العربي الحديث، وقد قدم بلاطة فيه تحليلاً دقيقًا لخصائص الرومانتيكية وتجلياتها في شعر الشعراء العرب.
- أدب وارتون: في هذا العمل، قدم بلاطة ترجمة لكتاب أدبي مهم، مما ساهم في تعريف القارئ العربي بأدب الغرب.
- بدر شاكر السياب: حياته وشعره: كما ذكرنا سابقًا، يعد هذا الكتاب من أهم الدراسات المتخصصة في شعر السياب، حيث قدم بلاطة قراءة عميقة وشاملة لشعر السياب، مستندًا إلى دراسة معمقة لحياة الشاعر وإنتاجه الشعري.
- شعراء عرب معاصرون: كتب بلاطة هذا الكتاب باللغة الإنجليزية، مما ساهم في التعريف بالشعر العربي المعاصر للقارئ الغربي.
- حياتي لأحمد أمين/ ترجمة إلى الإنكليزية: ساهم بلاطة في تعريف القارئ الغربي بواحد من أهم المفكرين العرب، وهو أحمد أمين، من خلال ترجمته لكتابه "حياتي".
- نحو الحداثة: في هذا العمل، تناول بلاطة موضوع الحداثة في الأدب العربي، وحلل التطورات التي شهدها الشعر العربي في هذا الاتجاه.
بلاطة: صوت النقد العربي:
كان عيسى بلاطة صوتًا بارزًا في النقد الأدبي العربي، حيث تميزت كتاباته بالعمق والتحليل النقدي الدقيق، وقد ساهم في تطوير الدراسات الأدبية العربية، وفتح آفاقًا جديدة للباحثين والدارسين.
خاتمة:
رحل عيسى بلاطة عن عالمنا، تاركًا إرثًا أدبيًا ونقديًا غنيًا، سيظل حاضرًا في ذاكرة الأدب العربي. فبلاطة لم يكن مجرد ناقد، بل كان مفكرًا ومثقفًا، ساهم في إغناء الحوار الثقافي العربي، ونقل صورة مشرفة عن الأدب العربي إلى العالم.
التسميات
أعلام