الموت يطلق ويراد به الوفاة والمنية والمنون والأجل والسام وانقطاع الوتين، فوردت له تسميات عديدة.
وحقيقة الموت في الأدلة الشرعية وعند الفقهاء؛ « مفارقة الروح للبدن».
والروح قال الله عز وجل في شأنها: ﴿ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا﴾ ([1])
فذهب بعض المفسرين: إلى أنه يتوقف في أمر الروح ولا بتكلم في شأنها؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿قل الروح من أمر ربي﴾
وذهب كثير من المفسرين والعلماء: إلى الكلام عن حقيقة الروح وأنها: جسم لطيف نوراني يشتبك بالبدن كاشتباك الماء بالعود الأخضر ويتخلل البدن كتخلل الماء للتراب والطين.
وقد دلت الأدلة الشرعية - كما سلف - أن الموت هو مفارقة الروح للبدن كما في قوله تعالى: ﴿فنفخنا فيها من روحنا﴾ ([2]) وقوله: ﴿فنفخنا فيه من روحنا﴾ ([3]) فالحياة حصلت بنفخ الروح فدل ذلك على أن الموت يحصل بمفارقة الروح للبدن.
وأما من السنة فحديث البراء بن عازب -ض- المشهور الذي أخرجه أحمد في المسند وقد جمعه الدارقطني في كتاب مستقل. وابن القيم في كتابه الروح بسط القول على هذا الحديث سندا ومتنا، وفيه: أنهم خرجوا مع النبي -ص- في جنازة رجل من الأنصار فجلس النبي -ص- ومعه الصحابة حول القبر حتى يُلْحَد ثم قال النبي -ص- في شأن قبض روح المؤمن ( فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ملك الموت ) فدل هذا على أن الروح جسم لأنه لا يقبض إلا الجسم وكذلك أيضا قوله (تخرج تسيل) كل هذا يدل على أن الموت في الأدلة الشرعية وعند الفقهاء المراد به: مفارقة الروح للبدن، وكلمات الفقهاء تتوارد على ذلك فإنك إذا رجعت إلى كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة رحمهم الله تجد أنهم يعرفون الموت بأنه مفارقة الروح للبدن.
([1]) سورة الإسراء آية: (85)
([2]) سورة الأنبياء آية: (91)
([3]) سورة التحريم آية: (12)
التسميات
موت دماغي