تفتش الجغرافية الاقتصادية دائما عن توضيح وتفسير الموقع الذي يتخذ أساسا لفعاليات الإنتاج أو التوزيع أو النقل والخدمات وكانت معظم الدراسات الاولى موجهة نحو توزيع محاصيل معينة ويؤخذ بنظر الاعتبار التوزيع على نطاق عالمي.
مثال ذلك انتاج الحنطة والقطن والحديد والنفط والذرة السماك والفضة والذهب ومصادر القوى كالفحم والنفط وفد اهتمت الجغرافية الاقتصادية بهذه المنتجات وربطها بالبيئة الطبيعية وتحديد الاقاليم المنتجة على هذا الاساس.
اما في الوقت الحاظر فقد اعطي الانتباه الى جوانب معينة مكانية مثلا اختيار المكان المناسب للفعاليات الاقتصادية مما ادى الى ظهور نظريات في هذا الشان عالجت -على الاقل من الوجهة النضرية -مشاكل التوطن الاقتصادي.
فقد ظهرت في المانيا ثلاث نظريات في التوطن منها الى فون تونسون في الانتاج الزراعي والفريد فيبر واوكست لوش في الانتاج الصناعي فكانت ولا زالت نظرياتهم على درجة من الاهمية.
اما الاتجاهات الحديثة والمعاصرة فقد تضمنت اهتمامات اكبر بالسوق كعامل جغرافي رئيسي واثره على توطن صناعات عديدة والتفاعل والروابط مابين الوحدات الانتاجية والوحدات الاستهلاكية وبالنتيجة تحليل وتفسير التعقيد الصناعي الذي اصبح احد المظاهر المهمة للجغرافية الاقتصادية المعاصرة.
يعد موضوع الجغرافية الاقتصادية واسع الاطراف لانه يهتم بالفعاليات الاقتصادية وروابطها المكانية ,واولى الطرق لفحص الفعاليات الاقتصاديه تتضمن اساليب عديدة من اهمها مقارنة خرائط توزيعية مع فحص عوامل موضعية معينة كما برزت محاولات لتصميم التوجيهات الموضعية بصيغة نظريات يمكن اختبارها بصورة تجريبية.
وقد ركزت الدراسات الاقتصادية على التحليل الموضعي بعد استخدام الموديلات الرياضية ومجموعة من الفرضيات والاختبارات مع مقترحات ذات علاقة واسعة مع تلك الفرضيات ’وقد اثبتت النضريات فائدتها للمختصين بالجغرافية الاقتصاديه لانها هيئت وصفا علميا للارض كموطن للانسان وفعالياته او انها اظهرت التشابه والاختلاف بين المناطق التي تبدو في البداية مهمه وتعطي تحديدا او مهما قد يكون كميا.
إن الدراسات العملية والنظرية ذات علاقة متقاربة وان الفروقات الحادة بين الدراسات الاستنتاجية والاستقرائية قد تكون مضللة
ان تطوير النظريات في الجغرافية الاقتصادية.
كما في معظم مجالات المعرفةقد رافقه تفاعل من التوجيهات الاستقرائية والاستنتاجية فمثلا الدراسات المبكرة مثل دراسات اورسو وغيرها من الدراسات التي تهتم بدراسة المدن كانت عموما دراسات استقرائية مع ذلك هذه الدراسات بينت نظما مكانية وطورت مفهوم التوزيع المكاني للاستيطان واحجامه المختلفة وقد مزج كريستالر تلك الاراء التي جاء بها اورسو وخرج بنظرية عامة عن الموقع للفعاليات الاقتصادية الثلاثة.
وعلى الرغم من وجود بعض التوافق بين هذه النضرية وبين ما قام به بروش عن الاستيطان في منطقة جنوب غرب ويسكنون الا ان الانحرافات عنها توضح وجود نظريات اضافية حول توزيع الاستيطان.
فالجغرافيا الاقتصادية تهتم بدرجة كبيرة بالتحليل الموضغي والفعاليات المختلفة لتي تتوطن في الموضع فقد بين مكارتي خلال محاولتة لتوضيح المشكلة العامة للتوزيع السكاني في الجغرافية المعاصرة مقدار الاعتماد على الوضع والفعاليات الاقتصادية التي تزاول فيه.
كما حددها هارتشون اهمية الموقع الجغرافي في توزيعات الفعاليات الاقتصادية بحيث لايقل هذا العامل عن بقية العوامل التي تتطلبها العمليات الانتاجية المختلفة’وعليه جرت في الجغرافية الاقتصادية محولات مبكرة لدراسة اهمية الموقع من الوجهة الجغرافية وتاثيره على الفعاليات الاقتصادية فكان من ذلك نشوء نظريات كلاسيكية في الجغرافية الاقتصادية منها نظرية فون تونسون لنظم استعمالات الارض ونظرية فيبر لتحديد اماكن الصناعة ونظريات حول تحدتد الفعاليات الاقتصادية الثلاثة.
وعليه فان دراسات ومواضيع الجغرافية الاقتصادية تطورت بشكل كبير منها ما يتعلق بنظم استعمال الارض وبتوزيع الصناعة ومواضع واماكن الفعاليات الخدمية اضافة الى ذلك فقد استخدم الباحثون الموديلات الرياضية والبرمجة الخطية والتحليلات الاحصائية المتعددة والمتغيرات مما اعطى لهذا الفرع اهمية كبيرة من الوجهة النظرية والتطبيقات العلمية.
التسميات
جغرافيا