دولة أشور من الازدهار إلى السقوط:
مقدمة:
تعتبر الإمبراطورية الآشورية واحدة من أعظم الإمبراطوريات التي شهدها التاريخ القديم، امتدت نفوذها لتشمل مساحات شاسعة من الشرق الأدنى. ومع ذلك، فقد شهدت هذه الإمبراطورية صعوداً وهبوطاً، وانهارت في النهاية بعد فترة من الهيمنة والقوة. في هذا النص، سنتناول أسباب سقوط الإمبراطورية الآشورية، ونتطرق إلى دور البابليين بقيادة نبوخذنصر الثاني، مع التركيز على علاقته بيهود فلسطين.
صعود وسقوط الإمبراطورية الآشورية:
نشأت الحضارة الآشورية في شمال بلاد ما بين النهرين، واشتهرت بشدة تنظيمها العسكري وقوتها العسكرية. تمكن الآشوريون من بناء إمبراطورية واسعة شملت أجزاء كبيرة من الشرق الأدنى، وذلك بفضل جيشهم المدرب جيداً وتقنياتهم الحربية المتطورة.
أسباب سقوط الإمبراطورية الآشورية:
- سياسة العنف والتدمير: اتبعت الإمبراطورية الآشورية سياسة قمعية تجاه الشعوب التي كانت تخضع لسيطرتها، حيث كانت تقوم بتدمير المدن وقتل السكان وتشريد آخرين. هذه السياسة أثار حقد الشعوب الخاضعة، وزادت من رغبتهم في التمرد والانتقام.
- الثورات المتكررة: أدت سياسة القمع التي اتبعتها الإمبراطورية الآشورية إلى اندلاع ثورات متكررة في مختلف أنحاء الإمبراطورية، مما أضعفها واستنزف مواردها.
- التوسع المفرط: أدى التوسع الإمبراطوري إلى تشتت القوات الآشورية، مما جعلها عرضة للهجمات من قبل أعدائها.
- التغيرات المناخية: تشير بعض الدراسات إلى أن تغير المناخ وتراجع الأمطار قد ساهم في ضعف الإمبراطورية وتدهور الزراعة.
نبوخذنصر الثاني ونهضة بابل:
بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية، صعدت الإمبراطورية البابلية الجديدة بقيادة الملك نبوخذنصر الثاني. تمكن نبوخذنصر من توحيد بلاد ما بين النهرين، وقام بأعمال عمرانية واسعة في مدينة بابل، حيث بنى الأبراج والقصور والمعابد، وأنشأ حدائق بابل المعلقة التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع.
نبوخذنصر الثاني واليهود:
- حصار أورشليم: قام نبوخذنصر الثاني بحصار مدينة أورشليم وتدميرها، وذلك بسبب تمرد اليهود على الحكم البابلي.
- سبي اليهود: بعد سقوط أورشليم، قام نبوخذنصر الثاني بسبي عدد كبير من اليهود إلى بابل، حيث عملوا كعبيد.
- تأثير السبي على اليهود: أدى السبي البابلي إلى تشتت الشعب اليهودي، وتأثر ثقافتهم ودينهم، إلا أنه أدى أيضاً إلى توحيدهم وتقوية هويتهم الدينية.
خاتمة:
سقوط الإمبراطورية الآشورية كان نتيجة لتراكم العديد من العوامل، منها سياسة العنف والتوسع المفرط والثورات المتكررة. وقد أدى هذا السقوط إلى صعود الإمبراطورية البابلية الجديدة بقيادة نبوخذنصر الثاني، الذي ترك بصمة واضحة على التاريخ القديم.
التسميات
بلاد الرافدين