فوائد الطرق الإحصائية.. تلخيص النتائج في شكل ملائم مفهوم والتنبؤ بالنتائج التي يحتمل الحصول عليها في ظروف خاصة واستخلاص النتائج العامة من الجزئية

المزايا التي يجنيها الباحث من الطرق الإحصائية يمكن تلخيصها في ما يلي:
- تساعد الباحث على إعطاء أوصاف على جانب كبير من الدقة العملية.

- فهدف العلم الوصول إلى أوصاف الظواهر ومميزاتها الطبيعية، وكلما توصل العلم إلى زيادة في دقة الوصف كلما كان هذا دليلا على التقدم العلمي ونجاح الأساليب العلمية.

ودقة الوصف  تحتاج دائما إلى اختبار مدى ثبات النتائج التي حصل عليها الباحث.
فمجرد الوصول إلى نتائج دون التحقق من ثباتها لا يكفى عادة كأساس يعتمد علية في تفسير الحقائق وتحقيق الفروض.

- تساعد الإحصاء على تلخيص النتائج في شكل ملائم مفهوم فمجرد ذكر الدرجات لا يكفى للمقارنة بين الجنسين بل إن حساب متوسطي الدرجات قد سهل مهمة المقارنة كثيرا فالبيانات التي يجمعها الباحث لا تعطى صورة واضحة إلا إذا تم تلخيصها في معامل أو رقم أو شكل توضيحي كالرسوم البيانية.

- تساعد الباحث على استخلاص النتائج العامة من النتائج الجزئية.
فمثل هذه النتائج لا يمكن استخلاصها إلا تبعا لقواعد إحصائية، كما يستطيع الباحث أن يحدد درجة احتمال صحة التعميم الذي يصل إليه.

- تمكن الباحث من التنبؤ بالنتائج التي يحتمل أن يحصل عليها في ظروف خاصة. فيما عدا الإحصاء يمكن للباحث أن يتنبأ بنتائج ما يجريه من اختبارات في وقت ما لقدرة أو قدرات خاصة لما ينتظر للأفراد الذين يختبرهم من نجاح في مهنة معينة أو نوع معين من التعليم.

- في كثير من البحوث يهدف الباحث إلى تحديد أثر عامل خاص دون غيرة من العوامل مما لا يتسنى تحقيقه عمليا.

وهنا يستطيع أن يلجأ إلى الإحصاء فتعاونه على فصل عامل خاص من العوامل المحتمله  وتحديد أثره على حده، كما تعينه على التخلص من أثر العوامل الأخرى التى لا يستطيع تفاديها في بحوثه والتى تؤثر دائما في نتائج كل بحث، كعامل الصدفة واختيار العينات.

- وقبل هذا كله تهدى الإحصاء الباحث عند تنظيم خطوات بحثه فهو يحتاج إليها في مرحلة تصميم البحث وتخطيطه، حتى يمكنه في النهاية أن يخرج من بحثه بالنتائج التي يسعى إلى تحقيقها، فهي تهديه إلى أضبط الوسائل التي تؤدي إلى التفكير الصحيح من حيث الإعداد أو الاستدلال والقياس أثناء خطوات البحث.

وإذا كان هو حال الإحصاء بالنسبة للبحوث العلمية بوجه عام فان حاجة البحوث الإنسانية أشد ما تكون إلى تطبيق هذه الوسائل.
لذلك كانت البحوث النفسية والتربوية والاجتماعية من أصعب البحوث، وتحتاج إلى حرص زائد ومهارة فائقة من الباحث.

ويمكن تلخيص أسباب ذلك فيما يلي:
1- السلوك البشرى فى تغير دائم، ومدى تغيره من فترة لأخرى أوسع مما نظن، لدرجة تجعل من الصعوبة بمكان إعطاء تنبؤات علمية دقيقة عنه.

2- السلوك البشرى كثيرا ما يخدع دارسة، ذلك لان حقيقته قد تختلف كثيرا عما يبدوا علية، فهو يحتاج إلى ضبط في البحث ودرجة كبيرة من الدقة الإحصائية.

3- السلوك البشرى معقد تعقيدا كبيرا وتتدخل فيه عوامل قد تزيد أو تختلف عما يتوقعه الباحث.

4- البحوث الإنسانية يقوم بها إنسان. ذلك مما يسمح بتدخل العوامل الشخصية كثيرا في نواحي القياس والوصف بدرجة قد تكون كبيرة أو صغيرة حسب الطرق التي يستخدمها الباحث.

وطرق الضبط الإحصائي خير وسيلة تعين الباحث على استبعاد هذه العوامل الشخصية، إلا انه ينبغي أن يفهم من ذلك أن الإحصاء هو كل شيء في البحوث العلمية.

فالإحصاء في يد من لا يجيد تطبيقها واستخدامها استخدام الخبير الفني، لا تفيد كثيرا. فهي مرحلة تالية لاكتشاف المشكلة وتحديدها، وهى تتطلب عادة فروض علمية  يتوقعها الباحث بناءً على دراساته السابقة وملاحظاته العديدة، وهي تتطلب كذلك في آخر الأمر تفسيراً مبنياً على خبرة علمية وقدر وافى من المعلومات في الميدان الذي يجرى فيه البحث.

وكلما كان الباحث مدركاً للأسس التي بنيت عليها الطرق الإحصائية التي يستخدمها، كلما سهل ذلك علية تطبيقها تطبيقا صحيحا، وتفسير النتائج تفسيراً مناسبا.

ويتضح لنا من مفهوم الإحصاء أنة يمدنا بمجموعة من الأساليب والأدوات الفنية التي يستخدمها الباحث في كل خطوه من خطوات البحث ابتداء من المرحلة التمهيدية للبحث وما يتضمنه من عملية اختيار لعينة الدراسة وأسلوب جمع البيانات من الميدان ماراً بمرحلة تصنيف، وتلخيص، وعرض وتحليل تلك البيانات حتى مرحلة استخلاص نتائج الدراسة، ويرى البعض أن وظيفة الإحصاء يمكن أن تتلخص في نقطتين:

- الأولى: تتمثل في تلخيص البيانات المتاحة وتقديمها في أبسط وأنسب صورة ممكنه.
فالباحث عادة ما يجد نفسه أمام مجموعة كبيرة من البيانات الخام التي لا تفصح عن شيء على حين أنة مطالب باستخلاص حقائق علمية واضحة ومحددة من تلك البيانات سواء كانت بيانات مسوح اجتماعية شاملة.

أو بالعينة أو بيانات تعدادات سكانية عندئذ يستطيع الباحث من خلال الإحصاء أن يغير من شكل البيانات بعد تصنيفها وتنظيمها وتلخيصها مستخدما في ذلك الجانب الوصفي من الإحصاء حيث يمكنه أن يطبق هنا مجموعة من المقاييس الإحصائية التي لا تتعدى حد الوصف مثل مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت ومقاييس الارتباط والانحدار... الخ.

ومن ثم يتبين لدينا أن الوظيفة الإحصائية الأولى للإحصاء هي توصيف البيانات المتاحة والخروج منها بمجموعة من المؤشرات والمعـدلات الإحصائية.

- الثانية: تتلخص في الاستدلال، ففي مجال البحوث الاجتماعية، عادة ما تستخـدم العينة sample لتمثل المجتمع الذي سحبت منه.

ويرجع استخدام العينات في البحوث الاجتماعية إلى عدة أسباب لعل أهمها توفير الوقت، والجهد، والإمكانيات التي تجعل من المتعذر أحيانا وربما من المستحيل أحيانا أخرى دراسة المجتمع ككل.

والعينة ببساطة هي جزء أو قطاع من المجتمع تم اختيارها على أساس إحصائي لكي تمثل المجتمع الذي هي جزء منة وهنا يكون دور الإحصاء هو الوصول إلى تقديرات واستدلالات عن المجتمع ككل من خلال المعلومات المتوفرة عن العينة التي تم سحبها من هذا المجتمع.

إذ إن جٌل اهتمام الباحث ليس مجرد العينة المستخدمة في الدراسة بل المجتمع ككل، باختصار فان الجانب الاستدلالي من الإحصاء يهتم بتقدير معالم المجتمع Population Parameters فيما يتعلق بالظاهرة موضوع الدراسة مستخدما البيانات والمعلومات المتوفرة لدية عن العينة أو ما يسمى بـ Sample Statistics حول نفس الظاهرة في محاولة الوصول إلى تصميمات Generalizations عن مجتمع الدراسة.

هذا بالإضافة إلى اهتمام الإحصاء الاستدلإلى باختبار الفروض العلمية والإحصائية Hypotheses Teting للدراسة.

وإذا كانت تلك هي وظائف الإحصاء في مجال العلوم الاجتماعية والتي يتضح منها بجلاء مدى ما تقدمة الإحصاء للباحث فهناك كلمة تحذير لابد أن يعيها كل من يفكر في استخدام الأساليب الإحصائية ألا وهي أن التطبيق غير الصحيح للأسلوب الإحصائي ربما يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ومضللة كما أن استخدام الأساليب الإحصائية يجب ألا يكون غاية في حد ذاته بل انه وسيلة الهدف منها هو تبصير الباحث بما هو بصدد القيام به وتبسيط وتوضيح خطوات البحث العلمي.

وهكذا يتبين لنا مما سبق أن دراسة علم الإحصاء وان ثقـلت على نفس بعض الأفراد، تعد ذات أهمية بالغة لأنها تزود الدارسين بالمهارات البحثية التي لم يعد أي فرض في غنى عنها، ونحن نعيش عصر الثورة التكنولوجية وتهيمن  على حياتنا لغة الأرقام.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال