خصائص المجتمع.. الخاصية الذاتية والهوية. خاصية الاستمرار. خاصية التقدم والتطور

يحتاج المجتمع إلي التربية كذلك لكي يحافظ على خصائصه فكل مجتمع من المجتمعات خاصيته التي يرغب في المحافظة عليها ومن هذه الخصائص:

1- الخاصية الذاتية والهوية:

وهذه الخاصية موجودة في المجتمع ككل وفي كل المنظمات التي تتكون منها المجتمع بل كل إنسان به قوة تبعث من داخله المحافظة علي نفسه ماديا ومعنويا وهذه الخاصية تندفع المجتمعات إلي تربية الصغار لكي تحافظ علي مقوماتها الثقافية وثقافتها الخاصة وتحتل جيل مكان جيل فلا يخلى المجتمع لجماعة أخرى وتدفع أسرار إلي العمل علي أن يفهم الصغار الجماعة وطرق المحافظة عليها حتى لا تذوب أو تفنى.

كل مجتمع يرغب في أن يحتفظ بهويته ويعمل علي تهيئة أفراده وتزودهم بوسائل النضال والتعامل مع بقية أفراد المجتمع وبفكرة الولاء له ومن ثم فان التربية عمل تحتمه الضرورة الاجتماعية إلا الرغبة.

2- خاصية الاستمرار:

وهذه الخاصية لا تتحقق باستمرار أفراد الجماعة لان سنة الحياة الأساسية تقتضي بان يولد كل فرد في المجتمع ومصيره المحتوم الموت (كل نفس ذائقة الموت) بل يتحقق بالاستمرار أساليب حياة الجماعة وأنماط التفكير لا تنتقل عبر الأجيال انتقالا حدوديا أو غروري أي بالوراثة فان المجتمع يحتاج إلي التربية لنقل قيمته وإعادته منظمة إلي جيل الصغار الذين يولدون وهو لا يدركون شيئا من مهارات ومعارف  وعادات وقيم الجماعة.

فالتربية تكسب كل جيل مهارة الحياة في الجماعة ومهارة المحافظة عليها وتكسبه علومها وبذلك يوجد أفراد يحذقون مهارات الجماعة وطريقة الحياة فيها ويبقى المجتمع ويستمر باستمرار قيمة مثلنا الأعلى جيلا وراء جيل علي الرغم من اختفاء الأفراد تابعا للموت.

وهكذا نجد إن خاصية الاستمرار لا تتوقف علي التناسل بمقدار ما تتوقف علي التربية التي يتمكن المجتمع من أن ينقل من خلال مؤسسته المختلفة والتراث الثقافي الذي يحرص عليه جيل الكبار اشد الحرص فيرغب بإخلاص في نقله إلي جيل الصغار لتستمر الحياة.

3- خاصية التقدم والتطور:

أن كل جماعة من الجماعات تسعى إلي أن ترفع مستوى الحياة فيها ترقى إلي مستوى العصر الذي يعيش فيه علي أن يكون ذلك في إطار قيمتها ومثلتها العليا وهذا لا يأتي إلا بالتربية التي لولاها لنزلت المجتمعات وربما مسحت من الوجود.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال