التربية والثقافة.. المحافظة على التراث الثقافي وتعزيزه وتحقيق الاستقرار الثقافي ومواجهة الظروف المتغيرة والاستجابة لها وتأكيد عناصرها في النفوس وإضفاء صفة القدسية عليها

التربية والثقافة:

إن الإنسان هو صانع الثقافة وهو حاملها ناقلها من جيل إلي جيل ومن الجدير بالذكر هنا أن الثقافة بمجرد وجود الفرد في إطارها تصبح محددا ملزما له في سلوكه، فهو مضطر للإيمان بمعتقدات الجماعة ومضطر للاعتراف بقيمتها ومضطر لاتخاذ مهنة من المهن الممكنة والمتاحة فيها ولا يعرض للعقاب الاجتماعي من خلال عمليات الضبط الاجتماعي الذي قد يصل إلي حد الطرد الاجتماعي أو الرفض الاجتماعي، وذلك اهتمت المجتمعات بنقل وتوضيح وتبسيط هذه الثقافة إلي أجيالها المتعاقبة لتوجيه وتحدي نمط الشخصية الإنسانية التي يرغبها جيل الكبار من جيل الصغار وهي المسؤولية الأولى للتربية أي مجتمع.

الاستقرار الثقافي:

والتربية هي الوسيلة الأساسية التي تحقق بها وظيفة الثقافة بشقيها من محافظة على التراث الثقافي وتعزيز له، فبالمحافظة يتحقق الاستقرار الثقافي وتثبت الثقافة أصالتها ووظيفتها، وبالتجديد الثقافي يتحقق للثقافة استمرارها أي خبرتها على مواجهة الظروف المتغيرة والاستجابة لها وبالتالي على أن تجدد نفسها بنفسها فيكتب لها البقاء.

تنمية النظرة النقدية:

وتحافظ التربية علي الثقافة عن طريق تأكيد عناصرها في النفوس وإضفاء صفة القدسية عليها، وعن طريق تنمية النظرة النقدية إلي عناصرها في نفوس أبناء المجتمع كافة والمحافظة علي الثقافة في المجتمعات المختلفة والبدائية.

المشاركة والتقليد:

وقد قامت التربية بدور التثقيف منذ أقدم العصور عن طريق المشاركة والتقليد غير أن تضخم الثقافة التدريجي في الحجم والاتساع والعمق وعم إمكانية نقله إلي الأبناء وانتشار تخصص وانشغال الأبوين أوجب الحاجة إلي طائفة متخصصة في تنظيم ونقل التراث الثقافي للأجيال الناشئة، وأصبح المعلمون هم المندوبون الموكلون عن المجتمع في تعليم الأجيال الناشئة التراث الثقافي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال