عندما يبدأ الباحث في التفكير في إجراء دراسته الميدانية يكون من أهم الأسئلة التي ينبغي أن يجيب عنها ذلك السؤال المتعلق بحجم العينة وهل هو مناسب، كبير، أم صغير والإجابة عن ذلك السؤال تتوقف على عدة عوامل هي:
1- حجم المجتمع الإحصائي الذي ستسحب منه العينة:
حيث يشير إلى مجموع الأفراد الذين سيقوم الباحث بسحب العينة من بينهم، وهؤلاء الأفراد يشكلون جزءا من مجتمع أكبر يعرف بالمجتمع الأصلي.
1- حجم المجتمع الإحصائي الذي ستسحب منه العينة:
حيث يشير إلى مجموع الأفراد الذين سيقوم الباحث بسحب العينة من بينهم، وهؤلاء الأفراد يشكلون جزءا من مجتمع أكبر يعرف بالمجتمع الأصلي.
فإذا كان الباحث، على سبيل المثال، يريد أن يجرى دراسة على عينة من طلبة كلية الآداب، فإن عدد هؤلاء الطلبة يمثل المجتمع الإحصائي، في حين أن عدد طلبة جامعة المنصورة بجميع كلياتها يكون بمثابة المجتمع الأصلي.
وبطبيعة الحال من المعقول أن نقرر أنه كلما كان حجم المجتمع الإحصائي كبيراً كلما تطلب ذلك أن يكون حجم العينة كبيراً.
وبقدر ما يشكل حجم العينة نسبة كبيرة من المجتمع الإحصائي بقدر ما تكون العينة ممثلة لذلك المجتمع فالعينة التي عدد مفرداتها 40 طالبا من فصل مدرسي عدد طلابه 50 طالبا تعد عينة ممثلة تمثيلاً صادقا لذلك الفصل ولكن هذا العدد لا يعتبر عينة ممثلة لمدرسة عدد طلابها 1000 طالب.
وبعبارة أخرى، يعتبر كبر حجم العينة ضمانا لأن تكون العينة ممثلة للمجتمع الإحصائي.
وليس معنى هذا أن يزيد الباحث من حجم العينة إلي أن تصبح دراسته الميدانية حصراً شاملاً لكل مفردات المجتمع الأصلي الذي يقوم بدراسته ولهذا يلجأ الباحثون إلى استخدام الأساليب الإحصائية لتحديد الحجم المناسب للعينة التي يقومون بدراستها.
فزيادة العينة بعد ذلك الحجم لن يضيف إضافة جوهرية إلى درجة الضبط التى ينبغى أن تتميز بها النتائج بقدر ما يضيف من أعباء وتكاليف وما يستغرق من وقت.
2- درجة الاختلاف بين مفردات المجتمع الإحصائي:
فإذا كانت درجة الاختلاف كبيرة بين أفراد ذلك المجتمع استدعى الأمر زيادة حجم العينة والعكس صحيح.
فعندما يكون هناك تماثل تام بين أفراد المجتمع.
كأن يكونوا متفقين على قضية عامة، فإن عينة صغيرة جداً منهم تكفي لكي تمثل المجتمع كله.
فلو أننا سألنا 100 فرد هذا السؤال: هل توافق على عودة الشعب الفلسطيني إلى فلسطين؟ لكان ردهم كافيا للتعبير عن اتجاهات ملايين العرب نحو القضية الفلسطينية، بينما لا يكفى هذا العدد كعينة إذا كان السؤال يقصد منه دراسة اتجاهات الأفراد أو نحو السياسية التعليمية.
3- نسبة الخطأ المسموح به أو المقبول ودرجة الثقة التي يرغب الباحث في توافرها في النتائج التي يصل إليها من دراسته للعينة:
حيث تعد درجة الضبط المطلوبة في التنبؤ الذي يبنى على نتائج دراسة هذه العينة ودرجة الثقة في هذا التنبؤ من العوامل المحددة لحجم العينة.
فإذا كان الباحث يسعى إلى التوصل إلى نتائج موثوق بها ويمكن الاعتماد عليها واستخدامها في التنبؤ، فإن حجم العينة التي سيقوم بدراستها ينبغي أن يكون كبيراً، ولكن كما قلنا سلفاً، كبر حجم العينة يتطلب وقتاً طويلاً وتكلفة ضخمة، لهذا السبب اعتاد الباحثون أن يقبلوا حجم العينة الذي يستطيعون بنسبة ثقة 95% أن يعتمدوا على البيانات التي يوفرها لبحثهم وتساعدهم في استخلاص نتائج يمكن تعميمها على مجتمع الدراسة.
وتتفق أراء كثير من الإحصائيين على أن حجم العينة عينة البحث تتوقف على مجموعة من العوامل تنحصر في: الغرض من البحث، حجم المجتمع الأصلي، مدي تباين الظواهر المختلفة في قطاعات المجتمع، ودرجة الدقة المطلوبة في البحث، البيانات المتاحة التي يمكن استخدامها في تعميم النتائج، والإمكانيات المادية.
ونظرا لعدم وجود اتفاق بين الباحثين على وضع حد معين على أساس علمي أو إحصائي يحدد الحجم المناسب أو الأمثل للعينة لكي تمثل المجتمع الذي تسحب منه تمثيلاً جيداً، فإن تقدير حجم العينة على مستوى معظم الدراسات والبحوث - تعتبر واحدة من المشكلات الخاصة بأسلوب المعاينة وتطبيق الأساليب الإحصائية.
وفي مجال العمل الإحصائي يوجد اتجاهان عند تقدير حجم العينة.
الاتجاه الأول: يعتمد على الخبرة السابقة للباحث في هذا المجال، حيث أظهرت خلاصة الخبرات والتجارب أن حجم عينة في حدود 10% إلى 15% من حجم المجتمع الأصلي يبدو ملائما في معظم الدراسات والبحوث.
ويتميز هذا الاتجاه فى تقدير حجم العينة بسهولته ، كما أنه يفيد بعض الباحثين قليلي الخبرة في مجال العمل الإحصائي.
الاتجاه الثاني: يرتبط أساساً بنظرية الاحتمال Theory of probability مما يتطلب من الباحث الإلمام بقدر وافر من المعلومات الإحصائية والرياضية حتى يستطيع استخدام الأساليب الإحصائية في تقدير الحجم الأمثل للعينة.
ويعتمد هذا الاتجاه على تحديد العوامل (المتغيرات) التي يتوقف عليها حجم العينة واعتبارها دلائل رئيسية أو مؤشرات أساسية لهذا الغرض وهو أمر يغفله الاتجاه الأول تماما كما يعتمد هذا الاتجاه على توفير بعض المعلومات عن حجم ومعالم المجتمع الأصلي عن طريق العينات التجريبية أو الاسترشادية.
وتتمثل أهم العوامل والمتغيرات الرئيسية المحددة لحجم العينة في نسبة الخطأ المسموح به (أو درجة الدقة أو الثقة)، ومعامل التشتت (أو الانحراف المعياري) بين مفردات العينة أو المجتمع أن أمكن، والاختلاف النسبي يبين المتوسط الحسابي للعينة ومتوسط المجتمع.
التسميات
إحصاء