أدوات العلماء في دراسة الزلازل: مقارنة بين سلم ميركالي ومقياس ريختر ودورهما في التنبؤ والتخفيف من المخاطر

سلم ميركالي: مقياس لشدّة الزلازل وتأثيرها

سلم ميركالي هو أداة تستخدم لوصف وتقييم شدة الزلازل وتأثيرها على البيئة المحيطة والبنية التحتية والسكان. على عكس مقياس ريختر الذي يقيس الطاقة المنبعثة من الزلزال، يركز سلم ميركالي على الآثار الظاهرة للزلزال.

كيف يعمل سلم ميركالي؟

يقسم سلم ميركالي شدة الزلازل إلى 12 درجة، تُمثل كل درجة مستوى معينًا من التدمير والأضرار. يتم تحديد درجة الزلزال بناءً على مجموعة من الملاحظات، مثل:

• الاهتزازات: مدى قوة الاهتزازات وشعور الناس بها.
• الأضرار في المباني: مدى التدمير الذي لحق بالمباني، من التشققات الصغيرة إلى الانهيار الكامل.
• تأثير الزلزال على البيئة: مثل حدوث انهيارات أرضية أو تسونامي.
• ردود فعل الناس: كيف استجاب الناس للزلزال، وما هي الأضرار التي لحقت بهم.

الدرجات في سلم ميركالي:

تتراوح درجات سلم ميركالي من I إلى XII، وكل درجة تمثل مستوى مختلفًا من الشدة:

• الدرجات المنخفضة (I-III): اهتزازات خفيفة لا يشعر بها سوى عدد قليل من الناس.
• الدرجات المتوسطة (IV-VI): اهتزازات محسوسة بشكل واضح، وتسبب أضرارًا طفيفة في المباني.
• الدرجات العالية (VII-XII): أضرار كبيرة في المباني، وانهيارات، وتغيرات في التضاريس.

أمثلة على تأثيرات الزلازل حسب درجات سلم ميركالي:

• الدرجة VI: سقوط الأجسام الثقيلة من الرفوف، وتشقق الجدران.
• الدرجة VIII: انهيار العديد من المباني، وتشقق الطرق.
• الدرجة X: دمار شامل للمباني والبنية التحتية، وتغيرات كبيرة في التضاريس.

مقارنة بين سلم ميركالي ومقياس ريختر:

عند دراسة الزلازل، يتم استخدام مقياسين رئيسيين لتقييمها: سلم ميركالي ومقياس ريختر. على الرغم من أن كلا المقياسين يهدفان إلى وصف الزلازل، إلا أنهما يختلفان في النقاط التالية:

ما يقيسه كل مقياس:

• سلم ميركالي: يقيس شدة الزلزال وتأثيره على البيئة المحيطة والبنية التحتية والسكان. بمعنى آخر، يهتم سلم ميركالي بالآثار الظاهرة للزلزال على الأرض والمباني والأشخاص.
• مقياس ريختر: يقيس مقدار الطاقة المنبعثة من الزلزال عند بؤرته. وهو يعبر عن قوة الزلزال بشكل كمي، بغض النظر عن التأثيرات الظاهرة.

الوحدة المستخدمة:

• سلم ميركالي: يستخدم أرقامًا رومانية من I إلى XII لتمثيل درجات الشدة، حيث يرتبط كل رقم بمجموعة من الآثار المحددة.
• مقياس ريختر: يستخدم وحدة لوغاريتمية، مما يعني أن زيادة بمقدار درجة واحدة في مقياس ريختر تعني زيادة بمقدار عشرة أضعاف في الطاقة المنبعثة.

باختصار:

• سلم ميركالي: يصف كيف يشعر الناس بالزلزال وما هي الأضرار التي يسببها.
• مقياس ريختر: يقيس قوة الزلزال كمياً، بغض النظر عن تأثيره على البيئة والمجتمع.

لماذا نستخدم كلا المقياسين؟

• سلم ميركالي: مفيد في تقييم الأضرار الناتجة عن الزلازل وتحديد الاحتياجات الإنسانية، وتخطيط الاستجابات للكوارث.
• مقياس ريختر: مفيد في دراسة الزلازل وتحديد مواقعها، وفهم طبيعتها الجيولوجية.

مثال توضيحي:

زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر قد يسبب أضرارًا جسيمة في منطقة ما، ويصنف على أنه "كبير" على هذا المقياس. ومع ذلك، قد يختلف تأثير هذا الزلزال حسب المنطقة، ففي منطقة مبنية بشكل جيد قد تكون الأضرار أقل من منطقة أخرى مبنية بشكل رديء. في هذه الحالة، يمكن استخدام سلم ميركالي لوصف شدة الزلزال وتأثيره في كل منطقة على حدة.

خلاصة:

كلا المقياسين، ميركالي وريختر، له أهميته الخاصة في دراسة الزلازل. سلم ميركالي يركز على الآثار الظاهرة للزلزال، بينما يركز مقياس ريختر على قوة الزلزال. فهم كلا المقياسين يساعد في فهم الزلازل بشكل أفضل وتقييم مخاطرها.

أهمية سلم ميركالي:

• تقييم الأضرار: يساعد في تقييم الأضرار الناتجة عن الزلازل وتحديد الاحتياجات الإنسانية.
• التخطيط للطوارئ: يستخدم في تخطيط الاستجابات للكوارث وتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر.
• دراسة الزلازل: يساعد في فهم سلوك الزلازل وتأثيرها على البيئة والبنية التحتية.

خاتمة:

سلم ميركالي هو أداة أساسية في دراسة الزلازل وتقييم آثارها. على الرغم من أن مقياس ريختر يوفر قياسًا دقيقًا للطاقة المنبعثة من الزلزال، إلا أن سلم ميركالي يوفر معلومات أكثر تفصيلاً حول التأثيرات الواقعية للزلزال على البيئة والمجتمعات.