على الرغم من أهمية الأسرة كحاضن يستقبل الطفل منذ مولده ويعني به كل العناية فإنه في مرحلة متقدمه من حياته ينطلق ليستكشف العالم الخارجي من حوله ويزداد اهتمامه تباعا بالحياة الاجتماعية خارج مجال الأسرة حيث يلتقي بجماعات اللعب التي تعتبر أولى الجماعات التي يرتبط بها الطفل في حياته المبكرة مشاركا زملاءه في الخبرة العامة للعب مع الالتزام بصفة خاصة بمجموعة القواعد العامة والخضوع للقيود التي يفرضها نشاط هذه الجماعة علي الفرد.
وتطلق علي هذه الجماعة إطلاقات متعددة منها جماعة الأقران وجماعة للعب وجماعة الرفاق وجماعة الأتراب وجماعة الأصدقاء والشلة.. غير أن هذه الإطلاقات المتعددة تكاد تشير إلي شيء واحد هو تلك الجماعة التي يلجأ إليها الفرد خارج إطار أسرته.
وتشكل هذه الجماعة أحد الأوساط الاجتماعية التربوية الرئيسية التي تؤثر في الفرد علي مختلف المستويات الشخصية والاجتماعية والعقلية والأكاديمية وتمثل دراستها محور لاهتمام عالم النفس والمربي وعالم الاجتماع حيث تلتقي أهدافهم حول فهم الكيفية التي تعمل بها جماعة الرفاق كوسيط من وسائط التربية والتنشئة الاجتماعية أو كعامل من عوامل التأثير في شخصية الناشيء من جهة وكناقل لثقافة المجتمع وعامل من عوامل التغيير فيها من جهة أخرى.
وهي تلعب دورا هاما في تربية النشء وفي إكسابه كثير من الأنماط السلوكية والمعارف والاتجاهات ولمهارات والقيم والتقاليد والعادات وعادة ما يكون تأثير هذه الجماعة غير مقصود أو غير مباشر للفرد.
يزداد نمو جماعة الرفاق في التأثير علي أعضائها مع تعقد الحياة وانشغال الأسرة بأمور أخرى تضعف من دورها التربوي وهي تنمي عضوها وتدبره علي مطالبها وقيمها واتجاهاتها الخاصة فعن طريقها يتعرف علي معاني لأمور كثيرة لا يستطيع أن يعرفها عن طريق الأسرة إما لأنها لا تعرفها وإما لأنها تضن عليه بها.
تقوم جماعة الرفاق أو الأقران أو الصحبة أو الشلة بدور هام في عملية التنشئة الاجتماعية وفي النمو الاجتماعي للفرد فهي تؤثر في معاييره الاجتماعية وتمكنه من القيام بأدوار اجتماعية متعددة لا تتيسر لها خارجها وهناك رفاق وأقران يشتركون معا في مرحلة نمو واحدة بمطالبها وحاجاتها ومظاهرها وقد يؤدي ذلك إلي المساواة بينهم ويتوقف مدى تأثر الفرد بجماعة الرفاق علي درجة ولائه لها ومدى تقبله لمعاييرها وقيمها واتجاهاتها وعلي تماسك أفراد هذه الجماعة ونوع التفاعل القائم بين أفرادها.
وأما أبرز جماعة الرفاق ذات الأثر في عملية التنشئة الاجتماعية:
1- تقارب الأدوار.
2- وضوح المعايير الاجتماعية.
3- وجود اتجاهات مشتركة وقيم عامة.
التسميات
المدرسة والمحيط