عرفنا كيف أن الثقافة نتاج صنع الإنسان الذي تجمع بصورة معينة مع غيره من بني جنسه وعرفنا أن الإنسان إذا وجد نشأ المجتمع لأنه لا يمكنه أن يعيش منفردا وإذا تجمع الإنسان أنتج ثقافة معينة تميز كل مجتمع عن غيره من المجتمعات الأخرى ولذا كانت الثقافة أحد الشروط أو الخصائص التي تميز المجتمعات البشرية واشتراك الأفراد في ثقافة واحدة يكسبهم شعورا بالوحدة والتماسك ويسهل عليهم مواجهة حياتهم والتغلب علي مشكلاتهم وبذا يتحقق لهم التكيف السوي والتعاون المنتج.
وهذا يدل علي أن الثقافة هامة أيضا للفرد.
وهذا يدل علي أن الثقافة هامة أيضا للفرد.
كما أنها هامة للمجتمع فهي تمد الفرد بأساليب مألوفة لمواجهة مواقف الحياة وتقدم له تفسيرات للعديد من المشكلات يحدد تبادلها سلوكه واتجاهاته نحو هذه المشكلات أو المواقف والأشياء والأشخاص المرتبطين بها وفي نفس الوقت يمكننا التنبؤ بسلوك الأفراد في المواقف المختلفة إلي حد كبير وذلك بناء علي النمط السائد بين أفراد الجماعة والذي تحدده طبيعة ثقافتهم.
لكننا لا يمكن أن نتوقع أن يحمل كل فرد في المجتمع كل عناصر الثقافة المجتمعة لدى مجتمعه علي مر العصور أو ينقلها إلي غيره ولا نستطيع أن نجزم أنه يشترك في جميع عناصر الثقافة المميزة لمجتمعه الذي يعيش فيه، فهو فقط يشترك في بعض خصائص الثقافة علي أساس ما يشغله من مكانة اجتماعية (Social Status) وما يؤديه من أدوار اجتماعية (Social roles) ترتبط بهذه المكانة.
ويجب أن نشير علي أن مفهوم المكانة هنا لا يعني المركز المرموق نتيجة الجهد والنجاح بل قد تكون هذه المكانة مفروضة (Ascribed Status) يفرضها عليه انتماؤه إلي نوع معين ذكر أم أنثى أو يفرضها عليه مراحل نموه (طفل، شاب، رجل) أو يفرضها عليه ميلاده في الأسرة (أكبر الأسرة، أوسطهم، أصغرهم).
فكل هذه المكانات تستلزم مسئوليات معينة وتتحدد توقعاتنا السلوكية لأصحابها تبعا لتصنيفهم علي أساسها ويميز لنتون Linton بين هذه المكانات المفروضة ونوع أخر من المكانة يضعه الفرد لنفسه ويسميه المكانة المكتسبة Achieved status كالمهنة مثلا.
تشتمل طبيعة الثقافة علي العناصر التالية: السمة الثقافية ، النمط الثقافي، (النمط الثقافي القومي، النمط الثقافي العام).
أ- السمة الثقافية:
وهي أبسط عناصر الثقافة - وهناك سمات مادية وأخرى غير مادية كالمسمار والانحناء لسيدة، والحد الفاصل بين السمة المادية وغير المادية وهمي، فهياً يتحدان ليكوناً كلاً معقداً فمعظم السمات المادية تتصل بها عادات أو وسائل أو سلوك.
ب- النمط الثقافي:
تتصل السمات بعضها مع بعض وتتصل عادة حول ميول رئيسة تصبح نقطاً محورية للنشاط وهذا الميل أو الاهتمام المحوري هو القوة الدافعة التي تثير نشاط الإنسان ويطلق على هذه المجموعة من السمات المتصلة التي تعمل بطريقة وظيفية اسم النمط الثقافي ويمكن أن يعرف النمط الثقافي بأنه عدد من السمات الثقافية التي جمعت حول مصدر من مصادر الاهتمام الرئيسة.
ويتضمن النمط الثقافي انتظاماً في السلوك لا يمكن أن يحدث إذا كان شخص يعمل بطريقة عشوائية وبأٍسلوب فردي.
ولكل ثقافة مجموعة من الأنماط التي تفرضها على الفرد والجماعة وبذلك تتأكد في حدود معقولية من أن هناك حداً لوحدة السلوك.
والأنماط الثقافية أمور غير محسوسة تقوم فقط في عقول الأفراد الذين يكونون جماعة ما ولا يمكن رؤية هذه الأنماط إلا إذا اتخذت لها شكلاً فى سلوك الأفراد، حيثما يعلمون فى نشاط منتظم تحت تأثير مؤثر عام.
وتختلف الأنماط الثقافية بعضها عن البعض الأخر في درجة الاقتباس وفى الوسط الاجتماعي الذي يحدث ذلك الاقتباس.
1- النمط الثقافي القومي:
وهو النمط الثقافي الذي يتكون من كل الأنماط الفردية من أمة ما وتختلف الثقافات بسبب وجود الاختلاف فى الأنماط المكونة لها وبسبب اختلاف العلاقات بين هذه الأنماط.
وهناك وحدة تماسك بين الأنماط الفردية المكونة للنمط القومي ويضمن الاستمرار التاريخي لنمط معين درجة معينة من الوحدة.
2- النمط الثقافي العام:
يشمل عناصر موجودة في كل الأنماط الثقافية العامة وهو شاهد على الوحدة الأساسية للإنسان وحدة مشكلات الحياة الأساسية التي تواجهه ، بصرف النظر عن العصر والبيئة التي يعيش فيها.
التسميات
ثقافة