أهمية دراسة الثقافة للمعلم.. التربية عملية ثقافية فهي تشتق مادتها وتنسخ أهدافها من واقع حياة المجتمع وثقافته التي تستمر بإكساب الأفراد لمعانيها وأهدافها بواسطة عمليات اجتماعية

دراسة الثقافة للمعلم:

يقوم المعلمون سواء المتخصصون منهم في مادة بعينها أو أولئك الذين يقومون بتدريس عديد من المواد في الواقع بتدريس عنصر من الثقافة وعلي ذلك فإن دراسة الثقافة يعتبر بمثابة الوقوف علي الإطار العام لعملهم كمدرسين.
والمدرس عادة ما يبدأ عمله مع تلاميذ تشكل سلوكهم بفعل مؤثرات الثقافة المختلفة التي يمرون بها ويعيشونها خارج المدرسة ومن ثم كان علي المدرس أن يدرس هذه الثقافة التي شكلت سلوكهم حتى يستطيع أن يهيئ لهم تفاعلات ثقافية يقارنون علي أساسها بين ما يشكل سلوكهم وما تحتويه هذه التفاعلات الثقافية المدرسية.

جوانب أهمية دراسة الثقافة للمعلم:

ومن هنا جاءت أهمية دراسة الثقافة للمعلم ويتضح هذا في الجوانب التالية:


1- انفتاح الثقافة على المجتمع:

التربية ليست مغلقة قائمة بذاتها  بل إنها في جوهرها عملية ثقافية، فهي تشتق مادتها وتنسخ أهدافها من واقع حياة المجتمع وثقافته، كما أن الثقافة لا تستمر إلا بإكساب الأفراد لمعانيها وأهدافها بواسطة عمليات اجتماعية هي عمليات تربوية بالدرجة الأولى.
ومن جهة ثانية إذا كانت التربية عملية ثقافية فإن الثقافة ذات طبيعة تربوية، ولقد وجدت المدرسة في المجتمع من أجل إدماج الناشئين في ثقافة مجتمعهم حيث إن تربيتهم تعتبر عملا جوهريا للمحافظة علي الثقافة واستمرارها.

2- المدرس المثقف:

ينبغي أن يكون المدرس دارسا وملما بالثقافة العامة التي تحيط به، فالمدرس ليس مدرسا لمادة علمية فحسب، وإنما لابد أن يكون دارسا للثقافة، فهي الوعاء الحي الذي يرتفع بمستواه عن طريق تربية الناشئين وإعداد المدرس للناشئين يعني أولا وأخيرا التأثير علي الثقافة التي يعيشون فيها بما يزودهم من معارف وما يغير من اتجاهاتهم.
وعلى هذا فبقدر ما يتوافر للمدرس من مفاهيم سليمة عن ثقافة المجتمع ومكوناتها وسمات تماسكها أو عوامل التناقض التي توجد بداخلها وأهداف المجتمع واتجاهاته بهذا القدر يتحدد دور المعلم وفاعليته في توجيه مادة التعليم وأساليب اختيار الخبرات التربوية.

3- الوعي الثقافي:

إن فهم المدرس لثقافة ينبغي أن يتضمن التغير الثقافي وطبيعة هذا التغير ودرجته ومساره وما يفرضه هذا كله من مطالب تربوية، حيث أننا نعيش في عصر متغير يتميز بالانفجار المعرفي وتزداد أهمية هذا الفهم في المجتمعات التي تزداد فيها التغير من حيث السرعة والعمق.

4- وظائف الثقافة:

إن دراسة الثقافة وتكوين تصور واضح عن مكانة التربية يساعد المدرس على فهم تأثيرها علي تكوين الشخصية، وبالتالي فهم وظيفتها علي أنها تنصب عمليا علي الفرد والثقافة في آن واحد، ومن ثم فإن أولى مسئوليات المدرس وكل من يتصدى لعملية التربية أن يستوضح بعض الأمور التي تتعلق بطبيعة الفرد الذي هو نقطة البداية في أي عملية تربوية.
وإن الثقافة عنصر أساسي في تكوين المجتمع، ويتضح ذلك من تعريف المجتمع كما يتفق عليه معظم علماء الاجتماع، ويتضمن التعريف العام للمجتمع أنه يتكون من أفراد يعيشون في مكان واحد، ويشتركون في نمط معين للمعيشة ولديهم شعور مشترك بالانتماء والولاء لهذا التجمع.

عناصر قيام المجتمع:

 ونمط المعيشة المشترك في هذا التعريف هو ما نسميه الثقافة، وعلي ذلك فإنه يلزم وجود عناصر أربعة لكي يكتمل قيام المجتمع هي:
  • الناس.
  • الأرض المشتركة.
  • الثقافة المشتركة.
  • الشعور بالانتماء والولاء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال