ركائز التربية.. الرصيد الثقافي. عمليات الاستيعاب والحفظ والاسترجاع من العمليات التعليمية الهامة. تنمية التصور والتخيل والقدرة على الخلق والإبداع

إن التربية تدور حول الإنسان  وحول مكانه من الحضارة التي يعيشها ويصنعها مجتمعه وهذا يعطي للتربية ركائز تستمد منها وظائفها وأهدافها:

- الرصيد الثقافي يعتبر مصدرا أساسيا للتربية تستمد منه مادتها وبعض تصوراتها ومقاييسها.

ومن هنا فإن عمليات الاستيعاب والحفظ والاسترجاع تعتبر من العمليات التعليمية الهامة لأنها تنمي عند الإنسان هذه القدرات التي ميزته عن غيره من الكائنات الحية والتي مكنته من صنع التاريخ والثقافة والمحافظة عليهما وتطورهما والاستمرار بهما وعن طريقها.

- والحاضر الذي يعيشه الإنسان يعتبر مصدرا ثانيا، تستمد منه التربية أيضا أهدافها ومادتها ومقاييسها.

فمشكلات هذا الحاضر وقضاياه وتحدياته هي التي تشكل التربية وتكون المطالب الملقاة عليها والإنسان لا يستطيع أن يواكب كل هذا إلا بالنقد والتحليل والاستقراء.

ومن هنا يصبح التفكير عملية أساسية للتربية من أجل تحقيق وظيفتها والتفكير هنا يعني إدراك العلاقة بين الحاضر بمشكلاته وقضاياه وتحدياته - وبين الماضي الذي يعتبر سببا له.

والمستقبل الذي يتطلع إليه الإنسان في مجتمعه يعتبر مصدرا ثالثا تستمد منه التربية توجيهاتها وأهدافها وتصوراتها.

فإذا كان الماضي يغذي الحاضر فإن الحاضر لابد أنه يغذي المستقبل  بل أن تصوراتنا عن هذا المستقبل تغذي الحاضر وهكذا.

والتربية بطبيعتها عملية مستقبلية كما أنها عملية ثقافية اجتماعية ومن هنا فإن تنمية التصور والتخيل والقدرة على الخلق والإبداع تعتبر من وظائف التربية لأن كل هذه القدرات هي سبيل الإنسان إلي صنع مستقبله والتنبؤ به.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال