مدلول الكفاية وارتباطها بالوضعية.. تجنيد عدد من المصادر المعرفية والوجدانية والنفسية الحركية لمواجهة وضعية معينة

الكفاية في جوهرها، تعني تجنيد عدد من المصادر المعرفية والوجدانية والنفسية الحركية لمواجهة وضعية معينة.
ولذلك لا نستطيع التحدث عن الكفاية إلا في حالة ارتباطها مع وضعية ما:

فعبارات مثل:
- تأويل معطيات.
- تقويم فكرة.
- تحليل موضوع.
- تلخيص رسالة.
- أو تذكر عناصر ما...

تبقى كلها قدرات مجردة  تدخل طبعا في تركيب الكفاية ولكن، من اللازم أن يرتبط إجراء كل قدرة من القدرات السابقة بوضعية معينة لكي تتخذ مدلول الكفاية وإلا ظلت عبارة عن قدرات ذهنية فقط.

فما المقصود بمفهوم الوضعية؟

يحدد دو كيتل De ketele ثلاثة مكونات أساسية تميز الوضعية وهي: وسائل مادية matériel ونشاط أو أنشطة، وأخيرا جملة من التعليمات أو الإرشادات.

الوسائل المادية تشير إلى الوسائل المدرسية كالنص أو الرسم أو المجسم أو الكتاب (وثيقة) أو صورة فوتوغرافية أو تسجيل صوتي - أو تسجيل مصور... إلخ، و يتم تحديد هذه الوسائل بـ:
- سياق يحدد المحيط الذي توجد فيه.
- جملة المعلومات التي ستعتمد من طرف المتعلم وقد تكون هذه المعلومات تامة أو ناقصة، مناسبة أو غير مناسبة. وذلك وفقا لما هو مطلوب (درجة التعقد).
- وظيفة تبرز الهدف من إنجاز إنتاج معين.

+ النشاط المطلوب والذي يعبر، في الواقع، عن النشاط المتوقع.

+ إرشادات وتعني كافة التوجيهات التي يطلب من المتعلم مراعاتها خلال تنفيذ العمل، و لا بد أن تكون متسمة بالوضوح و الدقة.
و لا تكون الوضعية مكتسبة لمعنى محدد، إلا إذا توفرت في نظر روجيرس على المواصفات التالية:

+ أن تكون معبرة عن دلالة معينة أو دالة بالنسبة للمتعلم من حيث قدرتها  على حث هذا الأخير على تجنيد مكتسباته المتنوعة والمناسبة.
إنها تمنح في عينيه معنى معينا لما يتعلمه وتستأهل استنفار مجهوداته للتعامل معها.

وبهذا المعنى تنطوي الوضعية على نوع من التحدي  ينبغي أن يواجه في حينه، ومن تم ترتبط لفظة مشكلة في الغالب مع مفهوم الوضعية.

+ أن تكون أي وضعية منتمية إلى فئة معينة من الوضعيات classe ou famille أي وضعيات متكافئة و تتضمن بعض المكونات المشتركة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال