الإصابة بالعين.. طاقة مشعة مؤثرة تنطلق من العين عند نظر العائن، بعادة أجراها الله تعالى عند اشتداد الحسد في القلب، فتؤثر بالضر على المعيون

العين: "نظر باستحباب مشوب بحسد من خبيث الطبع، يحصل به للمنظور منه ضرر"[1].
فهي طاقة مشعة مؤثرة تنطلق من العين عند نظر العائن، بعادة أجراها الله تعالى عند اشتداد الحسد في القلب، فتؤثر بالضر على المعيون، وبهذا تكون العين حسداً، بل أشد أنواع الحسد.
ولا ريب أنَّ اللع تعالى خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل منها خواصَّ وكيفيات مؤثرة، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه كيف يحمَّر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفَّر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه.
وتأثير العين حقيقي، ويضر المعيون بإذن الله تعالى لما أخرج البخاري عن أبي هريرة، عن النبي (ص) قال: "العين حق"[2]. وقال (ص): "العين تُدخل الرجل القبر، وتُدخل الجمل القدر"[3].
قال المناوي: أي تقتله فيدفن في القبر، وتصيب الجمل الموت أو الإشراف على الموت، فيذبحه مالكه ويطبخه في القدر.[4]
وقال (ص): "إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقاً، ثم يتردى منه"[5].
وقال (ص): "العين حق تستنزل الحالق"[6].
أي الجبل العالي، وقال (ص): "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين"[7].
ولكنها لم تسبق القدر لأن الله قدَّر المقادير مثل أن يخلق الخلق، فكان الحديث على سبيل المبالغة في تحقيق إصابة العين كما قال القرطبي.
وقال (ص): "أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس"[8]. يعني بالعين.

[1] ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، (10/203).
[2] صحيح البخاري، كتاب الطب، (10/203)، ومسلم (1719).
[3] أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/90)، وقال الألباني: إسناده حسن في السلسلة الصحيحة (1249).
[4] فيض القدير، (4/397).
[5] مسند الإمام أحمد (5/147)، وصححه الألباني (889).
[6] صحيح مسلم (1719).
[7] الطيابسي (1760)، وقال الألباني: إسناده حسن، (747).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال