تعريف التأمين.. عقد يلتزم به المؤمن أن يؤدي إلى المؤمن له عوضا ماليا آخرا في حالة وقوع الحادث المؤمن ضده أو تحقق الخطر المبين في العقد

تتعدد تعريفات التأمين بحيث أصبحت من الكثرة الإلمام بها , كما أنه لتعريف التأمين لابد من التفريق بن التأمين كنظام وبين التأمين كعقد قانوني بين طرفين, ولذا سنحاول عرض التعريفات التي تتحدث عن جوهر التأمين كالآتي:

1- التأمين لغة /  كلمة مشتقة من الأمن والأمن مصدر من (أَمِنَ) يأمن , آماناً , أمناً,  والأمن هو طمأنينة النفس وزوال الخوف ومنه (أَمَنَةً نُّعَاسًا) آل عمران (154) , ويقال رجل آمِنٌ , وأمِنْ , وأمينٌ . والأمين : المأمون , وتسمى العرب الرجل الأمين: أُمَّان قال الشاعر:
ولقد شهدتُ التاجر ألـ -- أَمَّان موروداً شرابه.

(والأمن) من نعم الله تعالى, (المؤمن) من صفات الله تعالى لأنه آمن عباده من أن يظلمهم , وأمنه ضد أخافه , (والتأمين) قول آمين, وقد وردت قول كلمة (آمن) ومشتقاتها من مواضع كثيرة من القرآن الكريم من هذه المواضع:

2- (وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) سورة النــور, (55).

3- (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) سورة الأنعام 81,82 . 

4- (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) سورة إبراهيم , (35).
5- (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) سورة قريش, (4) 

6- (فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)  سورة البقرة, (239) .
7- (سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ )  سورة سبأ, (18).
8- (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) سورة الحجر, (46).

فهذه نماذج يسيرة من الآيات القرآنية الكثيرة التي تحدثت عن الأمن. ومن ذلك نستطيع القول بأن التأمين: - كلمة مشتقة من الأمن, وهو زوال الخوف وإطمئنان النفس.

والتأمين: اصطلاح عربي يقابل الإصطلاح الفرنسي (Assuyonce), والإنجليزي (Insuronce) ويعني تحقيق الأمان.

والأمان بالفرنسية (Securite) وبالإنجليزية (Security) ومن هذه الألفاظ دخلت كلمة (سوكرة) أو (سوكرتاه) إلى بعض اللهجات العامية عندنا, وقد ظهرت أحيانا في بعض عناوين  بعض الكتب أو الفتاوي المتعلقة بالتأمين في هذا العصر.

- التأمين إصطلاحاً / يمكن تعريف التأمين كما عرفه الفرنسي (هيمار) بأنه: "عملية يحصل بمقتضاه أحد الأطراف وهو المؤمن له, نظير دفع قسط, على تعهد لصالحه أو لصالح الغير في الطرف الآخر وهو المؤمن, تعهداً يدفع بمقتضاه هذا الأخير اداءً معيناً عند تحقق خطر معين. وذلك بأن يأخذ على عاتقه مهمة تجميع مجموعة من المخاطر وإجراء المقاصة بينها وفقاً لقوانين الإحصاء).

- عرّفه القانون المدني اليمني رقم (14) لسنة 2002م , مادة (1065) بأنه (عقد يلتزم به المؤمن أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى المستفيد الذي إشترط التأمين لصالحه , مبلغاً من المال أو إيراداً مرتباً أو أي عوض مالي آخر في حالة وقوع الحادث المؤمن ضده أو تحقق الخطر المبين في العقد وذلك مقابل مبلغاً محدداً أو أقساطاً دورية يؤديها المؤمن له للمؤمن.

كما يجب أن تنص عقود التأمين على أن كل مؤمن متبرع بما يدفعه الشركة من ماله لغيره تعويضاً وهو من ضمنهم إن حصل عليه خطر), وهذا التعريف يوضح: 
- أن التأمين إلتزام.
- أن أطراف التأمين (مؤمن - مؤمن له - ومستفيد).

أما الفقرة الأخيرة من التعريف فهي مختصة بالتأمين التعاوني التكافلي الذي يشترط فيه موافقة المؤمن له عليها وإقتناعه بها عن طيب نفس.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال