هنا يكمن الاختلاف بين المقاربة بالكفايات والمقاربة بالأهداف السلوكية، إنهما لا يتفقان بتاتا حول المنتوج المنتظر من العملية التعليمية: تعلم السلوك يعني، بالدرجة الأولى، تعلم كيفية الرد أو الاستجابة لوضعية ما دون أن ينطوي هذا الرد على إمكانية للتكيف مع الوضعية المذكورة، لأن الرد هنا يظل مجرد أداء سلوكي (استجابة) مقرون بمثير أو مثيرات حاضرة في الوضعية.
فالمتعلم اعتاد بعد خضوعه لعملية إشراط conditionnement متكررة على إنتاج نفس السلوك كلما ظهر نفس المثير، وغالبا ما يصبح هذا الإنتاج شبه آلي.
أما تعلم الكفاية فينطوي عن تعلم "كيفية الرد" على الوضعية وليس مجرد إنتاج رد آلي، فالمتعلم وهو في مواجهة وضعية معينة يقوم باختيارات متنوعة ضمن ما لديه من وسائل (فكرية وإجراءاتية...) ويتبعها بعملية تنسيق لتلك الوسائل آخذا بعين الاعتبار عناصر الوضعية التي يواجهها، وينتهي في الأخير بتشكيل الطريقة التي سيرد بها على هذه الوضعية.
السلوك استجابة جاهزة وشبه آلية أما الكفاية فهي رد متكيف يقتضي التنسيق بين اختيارات معرفية وإجرائية متعددة، إنها باختصار رد "استراتيجي".
التسميات
خصائص الكفايات