نشأة وتطور التأمين في اليمن.. الشركة اليمنية للتأمين وإعادة التأمين التي قامت على أنقاض مكاتب وفروع الشركات الأجنبية في عدن

كان اليمن كغيره من كثير الدول يخضع للاستعمار الخارجي حتى 30 نوفمبر 1967م.

لذا فإن التأمين في اليمن لم يبدأ إلا في الخمسينات من القرن الماضي في ظل الاحتلال البريطاني، حيث تم ذلك بواسطة الشركات الأجنبية التي كانت توفد إلى اليمن وقد استجلبت معها التأمين لتأمين أعمالها ونشاطاتها, ونتاجاً لذلك فقد أنشأت في عدن العديد من تلك الشركات التأمينية العالمية مكاتب وفروع تابعة لها.

وقد بلغ عدد تلك الفروع والمكاتب ما يصل إلى 40 مكتباً وفرعا تأمينياً تابعاً لتلك الشركات العالمية.

وقد ظلت اليمن في شطرها الشمالي بعيداً عن التأمين ولربما غياب الوعي بماهية التأمين وأهميته بخلاف الشطر الجنوبي الذي استمر على تلك الفروع والمكاتب التي كانت الاستفادة من التأمين تقتصر على الشركات المستوطنة الجنوب اليمني آنذاك حتى 1974م الذي تم فيه إصدار أول قانون للتأمين في اليمن برقم (107) بشأن الرقابة والإشراف على شركات ووسطاء التأمين.

وكانت وزارة الاقتصاد والصناعة هي المعنية بتنفيذ القانون والمخولة برقابة التأمين، وبموجبه تم إنشاء أول شركة يمنية تعمل في مجال التأمين وتتبع القطاع الخاص وهي شركة مأرب اليمنية للتأمين، والتي تم الترخيص لها بالقرار رقم (4) لسنة 1974م.

أما أول شركة تأمين في اليمن فهي الشركة اليمنية للتأمين وإعادة التأمين التي قامت على أنقاض مكاتب وفروع الشركات الأجنبية في عدن وتتبع الحكومة بنسبة (100%) وإلى الآن حيث تم تأسيسها في 27 نوفمبر 1969م بعد الاستقلال بسنتين، وبموجب قانون رقم (27) للعام نفسه 1969م.

ثم توالت تلك الشركات وتزايد عددها وتصل إلى (11 شركة) في العام 2006م.

بخلاف شركة التأمين الصحي والتأمين الاجتماعي وبعد قيام الوحدة المباركة عام 1990م تم تعديل قانون الإشراف والرقابة على شركات ووسطاء التأمين بصدور القانون رقم (37) سنة 1992م والذي أسند تنفيذه إلى وزارة المالية.

وفي 1997م صدر القانون المعدل رقم (9) وأسند تنفيذه إلى وزارة التموين والتجارة ثم أسندت مهمة تنفيذ القانون إلى وزارة الصناعة التي حلت محل وزارة التموين والتجارة عند دمجها في وزارة الصناعة في إبريل 2001م.