جوانب تناقض نظرة إسماعيل وماري إلى الحياة ودلالاته في رواية قنديل أم هاشم ليحيى حقي.. لا تؤمن بالزواج بل تؤمن بالحب وكان يحدثها عن المستقبل وهي تحدثه عن الحاضر

"قال لها يوما:
- سأستريح عندما أضع لحياتي برنامجا أسير عليه.
- فضحكت وأجابت:
يا عزيزي إسماعيل. أن الحياة ليست برنامجا ثابتا، بل مجادلة متجددة.

 يقول لها: "تعالي نجلس" فتقول له: " قم نسر". يكلمها عن الزواج، فتكلمه عن الحب. يحدثها عن المستقبل فتحدثه عن حاضر اللحظة.

كان من قبل يبحث دائما خارج نفسه عن شئ يتمسك به ويستند آلمتنا: دينه وعبادته، وتربيته وأصولها، هي منه مشجب يعلق عليه معطفه الثمين.

أما هي فكانت تقول له: "أمور من يلجأ إلى المشجب، يظل طول عمره أسيرا بجانبه يحرس معطفه. يجب أن يكون مشجبك في نفسك. أمور أخشى ما تخشاه هي: القيود، وأخشى ما يخشاه هو: الحرية.

كانت هبتها له في مبدأ الأمثال محل حيرته، فكانت حيرته محل سخريتها. كان يتجافى الناس ويقدّر احتمالات ودهم، ويهتم كيف يكون حكمهم عليه، لواع لقي من تريحه المجاملة لا يجد باسا في مجاملته، وقلبه غير مشارك.

التعارف عنده اصطدام بين الشخصيات يخرج منه ظافرا أو خاسرا، إليهم هي فتهيم بالناس جميعا، ولا تهتم بهم جميعا، التعارف عندها لقاء، والود متروك للمستقبل، ومع تساوي ودها للناس جميعا، كانت بتّارة في إقصاء الضعيف، والسخيف، والمتعالم، والرذل، والحزين، والمنافق، فلما تخلصت من هذه الأوشاب أصبحت لا تنجذب إلا من تطمئن لصحبتهم."

‌أ- في النص أعلاه يظهر تناقض تام بين نظرة كل من إسماعيل وماري إلى الحياة اذكر جوانب هذا التناقض وبين دلالاته.

لاحظت ماري هذا الاتجاه المسيحي فيه - الاتجاه إلى النزول إلى مستوى المرضى والعجزة والخاطئين بقصد إنقاذهم فقالت تعنفه أنت لست المسيح بن مريم... هؤلاء الناس غرقى يبحثون عن يد تمد إليهم فإذا وجدوها أغرقوها معهم، وخيل إليه انه قد اقتنع بهذا المذهب الأناني فبي العيش وتقول له ماري الحياة ليست برنامجا ثابتا بل هي محاولة متجددة، كذلك لا تؤمن بالزواج بل تؤمن بالحب وكان يحدثها عن المستقبل وهي تحدثه عن الحاضر أو اللحظة الذي هو موجود فيها.

كذلك لا تؤمن بالدين فالدين حسب رأيها خرافة وتأثر إسماعيل بكلامها وأقام معها إسماعيل بعلاقة جنسية وابتعد عن الدين الذي كان يؤمن به قبل أن يسافر إلى أوروبا فماري فتاة غربية تؤمن بالعلاقات والصداقات مع اكثر من رجل فودها متساو مع الناس جميعا ولا تهتم بهم جميعا وإنما تهتم بمن تريد والتعارف عندها لقاء والود متروك للمستقبل، فهي تبتعد عن الضعيف والسخيف والمتعالم والرذل والحزين والمنافق ولا تصاحب إلا لمن تطمئن لصحبتهم. فإسماعيل تأثر بأقوالها عندما رجع إلى مصر وطوح بزجاجة زيت القنديل وكسر القنديل وكاد أن يقتل لولا الشيخ درديري وهجر البيت إلى أوروبا المحلية إلى بنسيون ثم تصالح مع الإيمان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال