نظرية الأرصدة: تحليلٌ نقدي
مقدمة:
تُعدّ نظرية الأرصدة من النظريات الكلاسيكية في الاقتصاد التي تُفسّر قيمة العملة الخارجية. وتفترض هذه النظرية أنّ قيمة العملة تتحدد بشكلٍ أساسيٍّ على أساس التغيرات في أرصدة ميزان المدفوعات.
مبادئ نظرية الأرصدة:
- العلاقة بين أرصدة ميزان المدفوعات وقيمة العملة: ترى نظرية الأرصدة أنّ وجود فائضٍ في ميزان المدفوعات يُؤدّي إلى زيادة الطلب على العملة الوطنية، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع قيمتها الخارجية. وبالمقابل، فإنّ وجود عجزٍ في ميزان المدفوعات يُؤدّي إلى زيادة العرض من العملة الوطنية، ممّا يُؤدّي إلى انخفاض قيمتها الخارجية.
- ثبات سرعة دوران النقود: تفترض نظرية الأرصدة أنّ سرعة دوران النقود ثابتةٌ.
- ثبات مستوى الأسعار: تفترض نظرية الأرصدة أنّ مستوى الأسعار ثابتٌ.
تطبيق نظرية الأرصدة على فترة الحرب العالمية الأولى:
- يُشير بعض الاقتصاديين إلى أنّ فترة الحرب العالمية الأولى تُمثّل مثالًا على صحة نظرية الأرصدة.
- فقد حافظ المارك الألماني على قيمته الخارجية بشكلٍ نسبيٍّ، على الرغم من الزيادة الكبيرة في كمية النقود ومعدل دورانها وارتفاع مستوى الأسعار.
- ويُعزى ذلك إلى أنّ ميزان المدفوعات الألماني حافظ على توازنه خلال تلك الفترة، حيث لم تزد وارداته عن صادراته بشكلٍ كبيرٍ.
نقد نظرية الأرصدة:
تواجه نظرية الأرصدة العديد من الانتقادات، منها:
- عدم ثبات سرعة دوران النقود: في الواقع، تتأثر سرعة دوران النقود بعواملٍ مختلفةٍ، مثل التغيرات في توقعات المستهلكين، ومعدلات الفائدة، والحالة الاقتصادية العامة.
- عدم ثبات مستوى الأسعار: تتأثر أسعار السلع والخدمات بعواملٍ مختلفةٍ، مثل التغيرات في تكاليف الإنتاج، والطلب على السلع والخدمات، والعوامل النقدية.
- تجاهل العوامل غير النقدية: تتجاهل نظرية الأرصدة العوامل غير النقدية التي تُؤثّر على قيمة العملة، مثل الثقة في الاقتصاد، والوضع السياسي، والمخاطر السياسية.
خاتمة:
تُقدّم نظرية الأرصدة تفسيرًا مبسطًا لقيمة العملة الخارجية. ومع ذلك، فإنّ هذه النظرية تُواجه العديد من الانتقادات، حيث أنّها لا تأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل الهامة التي تُؤثّر على قيمة العملة.
لذلك، يجب استخدام نظرية الأرصدة بحذرٍ، مع مراعاة العوامل الأخرى التي تُؤثّر على قيمة العملة.
التسميات
سعر الصرف