من الكلاسيكية إلى السلوكية: رحلة علم النفس التنظيمي لفهم السلوك الإنساني وتحسين الأداء التنظيمي

المدرسة السلوكية: نظرة شاملة

مقدمة:

تُعد المدرسة السلوكية إحدى أهم مدارس علم النفس التنظيمي، حيث ظهرت في أوائل القرن العشرين كمدرسة معارضة للمدرسة الكلاسيكية ومدرسة العلاقات الإنسانية. تميزت هذه المدرسة بتركيزها على السلوك الإنساني كعنصر أساسي لفهم وتحسين الأداء التنظيمي.

سمات المدرسة السلوكية:

  • المنهج العلمي: تعتمد المدرسة السلوكية على المنهج العلمي في دراستها للسلوك البشري، من خلال وضع فرضيات قابلة للاختبار، وإجراء التجارب، وتحليل النتائج.
  • التطبيق العملي: تسعى المدرسة السلوكية إلى تطبيق النتائج العلمية في بيئة العمل لتحسين الأداء والكفاءة.
  • التركيز على السلوك: تُركز المدرسة السلوكية على السلوك الظاهر للإنسان، بدلاً من التركيز على الأفكار والمشاعر الداخلية.
  • التعلم: تُؤكد المدرسة السلوكية على دور التعلم في تشكيل سلوك الفرد، وتُقدم طرقًا لتعديل السلوك من خلال التعزيز والعقاب.
  • الدافع: تُركز المدرسة السلوكية على الدوافع التي تحرك سلوك الفرد، وتُقدم نظريات لشرح السلوكيات المختلفة.
  • التغيير: تُؤمن المدرسة السلوكية بإمكانية تغيير السلوك من خلال التدخلات المُخطط لها.

مساهمات المدرسة السلوكية:

  • فهم الدافعية: قدمت المدرسة السلوكية نظريات مهمة لفهم الدافعية الإنسانية، مثل هرم ماسلو ونظرية الدوافع الثلاثة لـ ألدرفير.
  • تحسين الأداء: طورت المدرسة السلوكية طرقًا مُثبتة فعليًا لتحسين الأداء في العمل، مثل التدريب والتعزيز وإدارة الأداء.
  • تعزيز المشاركة: أكدت المدرسة السلوكية على أهمية المشاركة في اتخاذ القرارات، وطورت طرقًا لزيادة مشاركة العاملين.
  • إدارة التغيير: قدمت المدرسة السلوكية نماذج لفهم إدارة التغيير وتنفيذها بفعالية.

نقد المدرسة السلوكية:

  • التبسيط المفرط: يُجادل البعض بأن المدرسة السلوكية تبسط السلوك البشري بشكل مفرط، وتتجاهل العوامل الداخلية التي تؤثر على السلوك.
  • التركيز على السلوك الخارجي: يُركز النقد على تركيز المدرسة السلوكية على السلوك الخارجي، مع إهمال الأفكار والمشاعر والدوافع الداخلية.
  • الإهمال الثقافي: يُشير النقد إلى إهمال المدرسة السلوكية للاختلافات الثقافية في السلوك البشري.

خاتمة:

على الرغم من النقد الموجه لها، إلا أن المدرسة السلوكية قدمت مساهمات هامة لفهم السلوك البشري في بيئة العمل. وتُعد نظريات وطرق المدرسة السلوكية أدوات قيّمة لتحسين الأداء والكفاءة والمشاركة في المنظمات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال