جني ثمار الزيتون في تونس.. تجنب استعمال العصى لضرب الثّمار والأغصان نظرا للضرر الفادح الّذي تخلّفه هذه العمليّة للاشجار والثمار وبالتّالي لنوعيّة الزيت

في تونس جرت العادة أن يبدأ الحديث عن تحديد الصّابة منذ الصيف ويحدّد الإنتاج اعتبارا لكميّات الأمطار المتساقطة منذ الخريف والعوامل المناخيّة في فترة الإزهار مع اعتبار السقوط الفزيولوجي للثّمار في شهر جوان (حزيران، يونيو).

وقد توصّل البحث الفلاحي في تونس بالتعاون مع فرنسا إلى وضع مثال (نموذج)  يمكّّن عن طريقه تقدير الصّابة عن طريق حساب كمية اللّقاح في الجوّ، وهو ما يعتبر سابقة هامّة نظرا للفاصل الهام بين فترتي التقدير والجني (حوالي 6 أشهر) مما يسمح بالاستعداد المبكر من أجل تنظيم محكم للموسم، إعداد اليد العاملة الضرورية وفتح وحدات التحويل وحتّى برمجة التوريد والتّصدير والاستهلاك تبعا لحجم الصّابة.

وهناك العديد من العوامل التي تحدد مستوى الإنتاج الأقصى والّتي تؤثّر في نوعيّة الزيت المنتج، ففترة الجني والأحوال المناخيّة وظروف الصّابة والتقنيات المستعملة ودرجة نضج ثمار الزيتون التي تؤثر على كميّة ونوعيّة الزيت.

وقد بيّنت التّجربة أنّ حبّات الزيتون المقتطفة مبكّرا تعطي كميّة أقلّ من الزّيت و إذا تأخّر الجنيّ نسبيّا فقد تكون الإنتاجيّة أكثر لكن جودة الزيت تكون أقلّ، وأمّا إذا تأخّر الجنيّ كثيرا فإنّ الثّمار تتأثّر بصفة جدّ ملحوظة وكذلك الشجرة ممّا يجعلها تجد صعوبة في الدورة القادمة للإزهار والإثمار.

وفي العادة يبدأ جني ثمار الزيتون في تونس في الخريف و قديما كان يتمّ بواسطة أفراد العائلة والأقارب والذين كانوا ينتقلون من منطقة إلى أخرى استجابة لطلبات العمل و سعيا وراء توفير لقمة العيش، لكن مع تطوّر نمط الحياة تقلّصت الظاهرة وأصبحت عمليّة الجنيّ تتمّ عن طريق فرق متكوّنة من شبّان لا تتوفّر لديهم الخبرة الكافيّة.

وتقف الإدارة المعنية باشجار الزيتون في تونس حازمة ضدّ استعمال العصى لضرب الثّمار والأغصان نظرا للضرر الفادح الّذي تخلّفه هذه العمليّة للاشجار والثمار وبالتّالي لنوعيّة الزيت.

بعد جمع الزيتون الّذي وقع على مفارش خاصّة تتمّ إزالة الفروع والأغصان المكسورة والأوراق ثمّ يفرز الزيتون حسب نوعيّته ونضجه وحجمه للحصول على أنواع زيوت مختلفة.

وتتمّ عمليّة التنظيف إمّا يدويّا ويتطلّب ذلك توفّر دراية خاصّة واحتياط كبير من العمّال، أو عن طريق الآلة التي توفّر للفلاّح قرابة 20٪ من الوقت اليومي المستغرق في التنظيف بالطّريقة اليدويّة وبعد ذلك تحمل حبّات الزيتون في صناديق من البلاستيك أو في أكياس من الخيش إلى المعاصر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال