رحلة الزيتون الأردني من الحقل إلى المائدة: دراسة مقارنة بين ممارسات الزراعة والحصاد والمعالجة لدى فئات المزارعين

إنتاج زيت الزيتون بالأردن:

مقدمة:

يشكل قطاع الزيتون في الأردن ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث يعتمد عليه عدد كبير من المزارعين. ومع تنوع ممارسات الزراعة والحصاد والمعالجة، يمكن تقسيم مزارعي الزيتون في الأردن إلى فئتين رئيسيتين، لكل منهما خصائص تميزها عن الأخرى وتؤثر بشكل مباشر على جودة الزيت المنتج.

الفئة الأولى: مزارعو الزيتون الكبار والمستثمرون

تمتلك هذه الفئة من المزارعين القدرة المالية والاستثمارية اللازمة لتطبيق أحدث التقنيات في زراعة الزيتون وإنتاج الزيت. تتميز هذه الفئة بما يلي:
  • المعاصر الخاصة: يمتلكون معاصر حديثة مجهزة بأحدث التقنيات، مما يضمن عصر الزيتون فور قطفه والحفاظ على جودته العالية.
  • الخبرة والمعرفة: يتمتعون بخبرة واسعة في مجال زراعة الزيتون وإنتاج الزيت، مما يمكّنهم من تطبيق أفضل الممارسات الزراعية.
  • الإنتاجية العالية: تساهم الاستثمارات الكبيرة والتكنولوجيا الحديثة في تحقيق إنتاجية عالية من الزيتون وبالتالي من الزيت.
  • الجودة العالمية: يتميز زيت الزيتون المنتج من هذه الفئة بجودته العالية التي تتوافق مع المواصفات العالمية، مما يجعله مرغوباً في الأسواق المحلية والدولية.

الفئة الثانية: مزارعو الزيتون الصغار ومتوسطي الحجم

تشكل هذه الفئة الغالبية العظمى من مزارعي الزيتون في الأردن، وخاصة في المناطق البعلية. تعاني هذه الفئة من تحديات عديدة تؤثر على جودة الزيت المنتج، منها:
  • الاعتماد على العمل اليدوي: يعتمدون بشكل كبير على العمل اليدوي في جميع مراحل الإنتاج، مما يزيد من التكاليف ويقلل من الكفاءة.
  • قلة الموارد المالية: لا تتوفر لديهم الموارد المالية الكافية للاستثمار في التقنيات الحديثة أو شراء المعدات الزراعية.
  • ممارسات زراعية تقليدية: يلتزمون بممارسات زراعية تقليدية قديمة، مما يؤثر سلباً على إنتاجية الزيتون وجودة الزيت.
  • سوء تخزين الزيتون: يتم تخزين الزيتون في ظروف غير مناسبة، مما يؤدي إلى تدهور جودته وزيادة نسبة الحموضة.

أسباب تدهور جودة الزيت لدى الفئة الثانية:

  • سقوط الثمار على الأرض: يؤدي سقوط الثمار على الأرض إلى تلوثها بالتراب والأتربة، مما ينعكس سلباً على طعم الزيت ويرفع من نسبة الحموضة.
  • التخزين في أكياس بلاستيكية: يؤدي تخزين الزيتون في أكياس بلاستيكية إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الأكياس، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الحموضة في الزيت.
  • التأخير في العصر: يؤدي تأخير عصر الزيتون لعدة أيام إلى تدهور جودته وزيادة نسبة الحموضة.

الحلول المقترحة لتحسين جودة الزيت لدى الفئة الثانية:

  • توفير التمويل: توفير القروض والمنح للمزارعين الصغار لشراء المعدات الزراعية الحديثة وتحسين مزارعهم.
  • التدريب والتوعية: تقديم برامج تدريبية للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية وطرق الحصاد والتخزين الصحيحة.
  • إنشاء تعاونيات: تشجيع المزارعين على تكوين تعاونيات زراعية مشتركة لتجميع إنتاجهم وزيادة قدرتهم التفاوضية.
  • بناء صوامع تخزين: بناء صوامع تخزين حديثة مجهزة بأنظمة تبريد للحفاظ على جودة الزيتون قبل العصر.
  • توفير معاصر متنقلة: توفير معاصر متنقلة لتسهيل عملية عصر الزيتون للمزارعين في المناطق البعيدة.

الخاتمة:

إن تحسين جودة زيت الزيتون الأردني يتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين أنفسهم. من خلال تطبيق الحلول المقترحة، يمكن تحسين جودة الزيت الأردني وتعزيز مكانته في الأسواق العالمية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال