قصيدة صلوات الشيخ الأزرق للشاعر فؤاد الخشن

شيخي المتعبد ذو الثوب الازرق  
زيت يحرق فى صمت الخلوة
للعقل الكلى نذور يفنى صلوات للمولى
ودعاء ينداح/ يذوب/  غمام بخور...

لاله لا تعرف عيناه  الغفوه
حتى عن عبد مغموس فى الرجس
فى وحل شهوات الدنيا
لا يملك حولا
فى وجه الرغبة والنزوة
شيخى المتنسك
يقهر فى الخلوات النفس
والطين الهاجس  ثعبان الامس
يتبتل للوجه الابقى
يقتات بالكسرات
من خبز ينبت اشجار العفن
مخبوء تحت حصير رطب
ويبل الغله/العطش/ بالقطرات
من ابريق اعشب من انفاس الزمن
ليصفى الجسم الخاطى من اوشال الذنب/صغار الذنوب وبقاياها
ويخط طريقا نحو جنان الرب
عبر سطور فى ميثاق
محفوظ تحت ركام
من رمل الاهرام
شيخى الخاتم
لا ياكل  من مال الحاكم
من ايدي التجار
لا يخشى ظلمات الموت المحتوم
فالموت جسور
وطريق عبور
ابدال قميص رث  تجديد
فى اهل التوحيد
والجسم وعاء  عرض منفعل زائل
فخار بائد
ويبدل عند الموت
ويظل الفاعل
وهج الجوهر
هذى الروح التكرار الابدى الخالد
شيخى المتروى من ماء النبعين
من علم الاصلين
يتضرع فى الفجر المتفتح كالمروحة الشقراء
ويردد فى صمت
يا اول اسباب الغائية   /الغاية التى من اجلها خلق العالم
يا قيوم
يا وجها تشتاق اليه
ترتاح اليه
كل نفوس المنقطعين
لعبادته
جنبنى الباطل   سلحنى
بالحق الساطع  فى وجه طغاة يغتصبون
خبز المستضعف علمنى
ان سماح المؤمن اسمى
درجات العفو القادر  والقوة
وبان النقمة
اولى درجات الضعف العاجز
وتاسلم للهوه
يا ساكب نفسى
من نور روحانى
فى هذا الصلصال الطين اى الجسد  الفانى
طهرها من اثام الدور الماضى
حررها من قيد تراب  يقعدها
خلصهامن نار التقصير
ويشد بها لسفوح الطين
فى درب بلوغ الغايات
ومسالك ادراك المعلومات الربانيه
كى تعرف اسمى الدرجات
فى كنه الاوصاف البرهانية اللتى تبرهن على وجود الحق تعالى
الهمها حب الاعراض
عن دنيا الزخرف والاغراض
جنبها الاسفاف
قرب بالسعى الدائب  رتبتها
من منزلة الاعراف
فعلوم التوحيد نعيم
والجهل جحيم
وضياع فى هذى الظلمات
لشطوط امانيك
يا من يشغل هذا القلب العاشق
بالصلوات
الهمنى حفظ الاخوان
والصدق المترفع عن درب البهتان
اقبل صمتى
فالصمت صيام
ورحيل هيام
يزرع نفسى بنداءات
محرورات
تنبع من ارض اللهفات
وتسافر  تبحر
كى تمطر من اهداب سديم اشارة الى دموع الندم
وكنشر اللؤلؤ تنهمر
فيطير القلب المستعر
يدخل فى افاق الكشف
ونعيم الرشف
املا اعوامى السبعة دلالة الى الادوار السبعة
فى خلواتك بالتهليل
حملنى القنديل
فى ليل الحيرة والتاءويل
لمرامى ايات التنزيل
نور عقلى
كالشيخ الفاضل
كالفارابى
لاشاهد ما خلف الابواب
انفذ من قشر العلة للاسباب
والامس لب الالباب
يا خالق من كل فرد زوجين
كى يبقى فرد
لو جفت اعراقى    لو شخت
سيظل القلب المسلوب مقام
لحضورك  يا ربا يصرفنى حبه
يغنينى حدبه
عن كل الناس
ويخلى تبر العالم فى العينين
اكداس رماد
وجنان الارض الخضراء يباس
والزوجة اخت
يا متعالى عما يصفون
ويحدون
يا ربا لا يدخل جنته
ومحبته
الا المتلاشى فى ذات العقل
المتكون من نوره
الداخل فى سره
والساجد بعد غرور
عند جدار الحد
حين ظهور طباع الضد
يشتاق , ضعيفا .
وهو امام الخلق, بهاك
يا ضوءا وهاجا لولاه
ضيعت الدرب
فى رحلاتى نحو سمائك
حيث اشاهد , مبهورا
انهار الجنات
ونقاء وجوه الصلاح الوهاجة كالاقمار
واعود لادفن فى صدرى .
احفظ فى سرى
ما ليس يذاع
للاسماع
واخبئ تحت الاجفان
ما عبت عيناى الذاهلتان
من فيض سناك
ودموع الخشيه الا احضى
بنعيم رضاك
وسماحك فى يوم حساب
يرفع فيه عن عباد العجل الخوار
وهم الاقلام/الاعتقادات الباطله
ويماط يزال , لكشف حقيقة وجه النفس , حجاب.
يا شيخى الازرق
يا وجه محبه
وجبينا يقطر اشراقا
وحنينا للنبع الاول
فى هذى الغربه
يا صوفيا
يحمل ربه
طى الجبه
لو يطفئ فى عقلى الشكاك
مصباح العلم الضارب
فى ليل الافلاك
يطرق ابواب كواكبه الرعشاء
يجول
ليعرى افاق المجهول
لو ادخل فى الفرح الاكبر معرفة التوحيد
فى شمل الاخوان
اسكت فخارى الظمئان
لعرفت الغبطه يا شيخى
ونعمت بجنات اطمئنان
لانسابت فى نفسى
انهار بيضاء
ونجوم خضراء
لكنى انسان
ما زلت بعيدا
عن درب التسليم الهانئ
ما زال
يتململ فى طينى الثعبان
ويفح
يحرك فى الاعماق
ألف سؤال.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال