"ما الذي أتى به إلى المحطة؟
أهو مسافر اليوم؟
أم أنه خشي أن يفوتني القطار فعدا خلفي ليطمئن على وصولي؟
ولم أستطع أن أقطع بشيء إذ علا الصفير الأجش يشق جو الفجر الرمادي الضبابي، وسارت العجلات على الخط وعلا ضجيج دورانها وابتعدت عن المحطة وأوغلت في الابتعاد فلم تبد تلك أمام عيني سوى نقطة سوداء تمّحي معها تفاصيل كثيرة.
حين سمعت الطرق على بابنا في فجر اليوم التالي خطرت لي كل تفاصيل الأمس، وشعرت بالارتياح لان الرجل لم يؤذه ركضه وهو يلحق بي للمحطة تحت سماء مطيرة.
ولذا لم اربط بين عنائه ذاك وبين عدم تركه بابي بعد يومين، لقد اعتقدت أن طرقاته قد تلاشت مع لغط البريموس في مطبخنا القديم، ولكنني تأكدت من عدم حضوره حين سمعت عبدالله في القطار يتساءل عن السبب..."
يظهر عنصر الزمن فعالا في قصة الساعة والإنسان لسميرة عزام، ويترك أثرا على مجرى الحدث، بين ثلاثة مواضع توضح ذلك.
1- عندما تأخر فؤاد دقائق عن موعد تحرك القطار حيث تعلق بباب القطار مما أدى إلى وقوعه تحت عجلات القطار حيث فرمه ومات.
2- عندما تأخر أبو فؤاد في إيقاظ فتحي في صبيحة يوم، وتأخر فتحي عن القطار دقائق وتأخر القطار عن الخروج من المحطة بسبب عطل فني مما جعل فتحي يصعد إلى القطار, ولم يحدث مع فتحي مثل ما حصل مع فؤاد حتى أن أبا فؤاد لحق فتحي إلى محطة القطار خوفا عليه وبعد أن اطمأن على فتحي عاد أبو فؤاد.
3- عندما لم يعد أبو فؤاد يوقظ فتحي وزملاءه المسافرين في القطار. ذهب فتحي إلى بيت أبى فؤاد وكسر الباب ودخل فتحي غرفة أبى فؤاد. فإذا هو ميت بينما الساعة المعلقة فوق سرير أبى فؤاد تتحرك "تك، تك..."
فالإنسان عندما يموت تنتهي مهمته في الحياة بينما الزمن يستمر.ويظهر الزمن في عنوان القصة وفي بدايتها ونهايتها وهذه إشارات تدل على أن الزمن عنصر فعال في قصة الساعة والانسان.
التسميات
تحليل نصوص أدبية