في حضن آل طريف: سيرة الشيخ علي فارس الزاهد في قرية جولس، نموذج للصوفي المتوحد في المجتمع الريفي

حياة الشيخ علي فارس "ر":

ولد الشيخ علي فارس، رحمه الله، في قرية يركا الجليلية، في مغارة النقاطة بوادي السماك، شرقي قرية جولس. وتقع هذه المنطقة في قلب فلسطين التاريخية، حيث نشأ وترعرع في بيئة ريفية بسيطة، مما ترك أثراً بالغاً في تكوين شخصيته ووعيه الروحي. يُقدّر تاريخ ميلاده ما بين عامي 1116هـ و1120هـ، أي ما يعادل أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وقد وافته المنية في قرية جولس عام 1167هـ، الموافق لعام 1753م.

حياة الشيخ في جولس:

بعد فترة من نشأته في يركا، انتقل الشيخ علي فارس إلى قرية جولس المجاورة، حيث عاش معظم حياته بين أُسرة آل طريف الكريمة. وقد لقي منهم كل الحب والتقدير والاحترام، فكانوا يحيطونه برعايتهم وخدمتهم. وقد أثمرت هذه العلاقة الطيبة عن تكوين رابطة قوية بين الشيخ وعائلته المضيفة، مما ساهم في نمو شخصيته الروحية وزيادة إيمانه.

صفات الشيخ وأعماله:

كان الشيخ علي فارس يتمتع بصفات عالية من التقوى والورع والزهد، وكان معروفا بزهدة شديدة وتقشف في العيش. وقد اشتهر بحبه للعلم والمعرفة، وحرصه على نشر تعاليم الدين الإسلامي. كما كان يتمتع بخط جميل وبارع، وكان ينظم الشعر الروحي الذي يعبر عن شوقه إلى الله تعالى.

مكانة الشيخ في قلوب الناس:

لقد حظي الشيخ علي فارس بمكانة كبيرة في قلوب الناس، وكانوا يعتبرونه قدوة حسنة ومثلاً أعلى. وقد زاره العديد من الناس من مختلف الأنحاء للاستفادة من علمه وبركته. وبعد وفاته، بقي قبره مقصداً للزوار الذين يأتون للتبرك به والصلاة عليه.

محاولات إحياء ذكراه:

مع مرور الزمن، لم ينس الناس فضل الشيخ علي فارس، وقد حاول الكثيرون إحياء ذكراه وتخليد اسمه. ومن أبرز هذه المحاولات، ما قام به الشيخ أمين طريف الذي بنى مزارًا للشيخ علي فارس في قرية جولس، وحاول تقليد سلوكه وأخلاقه.

خاتمة:

كان الشيخ علي فارس شخصية دينية بارزة، ترك بصمة واضحة في تاريخ المنطقة. فقد عاش حياة بسيطة وزاهدة، وقضى معظم وقته في العبادة والدعوة إلى الله. وقد كان له دور كبير في نشر الإسلام وتعليم الناس. ولا يزال اسمه يذكر بالخير حتى يومنا هذا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال