الشيخ علي فارس.. من أكابر مشايخ إسرائيل الموحدين في منطقة صفد الجليل. اشتهر بقصائده التي سميت المشوقات التي برز محبته للعزة الالهية

الشيخ علي فارس 1704-1753م
اعتبر من أكابر مشايخ إسرائيل الموحدين في منطقة صفد الجليل, توفي في جولس وله مزار, كان شيخا ً تقيا ً زاهدا ً وخطاطا ً بارعا ً اشتهر بقصائده التي سميت المشوقات التي برز محبته للعزة الالهية فشعره الروحاني لا يزال يتردد على ألسنة مشايخ الدين في ليالي الاثنين والجمعة له ديوان مخطوط معروف باسمه في مدح النبي المعظم وباقي الرسل والخالق والحدود, المادة في الكتاب مأخوذة من كتاب الدكتور سامي مكارم الذي ألف كتاب باسم الشيخ علي الفارسي الصادر 1990 من المركز الوطني للمعلومات والدراسات بالاشتراك مع المجلس الدرزي للبحوث والإنماء في لبنان.
الحب للخالق (ص 89): في هذه الصفحة أقوال لفلاسفة وزهاد وعباد وصوفيين:
قال أبو بكر الشبلي: إن من علامات المعرفة المحبة وهذه برزت في شخصية الشيخ علي الفارس "ر" والتي جعلته حبه للخالق وشوقه إلى إدراكه مشاهدته.
وقال أبو قاسم القشيري وهو صوفي كبير وشاعر: إن من عرفه الحق بصافته وأسماءه وتخلى عن أخلاقه الرديئة ودوام بقلبه الإيمان حظي على معرفة الخالق ويسمى العارف عارفا ً بعد أن يتخلص من آفات بنفسه ولم يصغ إلى هواجس قلبه ويعتكف إلى معرفة الخالق ويزهد في الدنيا... هكذا كان الشيخ علي الفارس حيث امتلأت أشعاره بتعابير الشوق ودرجة العارف فيها يتقرب الزاهد من الله تعالى وهذا مقام لا يصله إلا الأتقياء الزهاد المتصوفين.
التوبيخ- أي محاسبة النفس
الخوف- من الوقوع في الخطايا
العبادة- طاعة الله وتطبيق أوامره ونواهيه
الرجاء- التأمل من الله وأنبياءه أن يغفروا له ويقبلوا ما اكتسبه من خير
الاشتياق
المحبة- المحدودة والغير محدودة, الخالق والحدود
في قصيدته الأولى ص 90:
غبتم فغاب الهنا من بعدكم وغاب رشدي وعقلي مسه الخبل, هذا مطلع للقصيدة الأولى يبرز شوقه وتمنياته بالاقتراب من الأنبياء والعيش معهم كما يصبو في أشعاره إلى تجاور الحدود والاجتماع بهم كما يتألم بسب بعدهم عنه في هذه الدنيا وقد أصبح الحب طعامه والشوق شرابه وقد أرهقه هذا وأدخل ي قلبه هذا البعد الحزن, الهم, الوجد حتى أصبح مسقوما ً (مريضا ً).
وفي قصيدة أخرى:
على حبيب سلامي ونور عيني, وفي قصيدة أخرى يصف السقم والهم لبعد الله تعالى والأحبة (الأنبياء) لدرجة أنه أصبح خبيرا ً في هذه الهموم.
وفي قصيدة أخرى ص 91:
لجأ إلى الإبتهال للخالق والإسترحام والتذلل وطلب المغفرة منه على تقصيره كما يصف هذا سلوكه المقارن بسلوك العباد سلاك الطريق الآخرة وهذا طريق من الشوق وطلب المغفرة ومحبة الخالق ربما المأمن بحيث يحظى برضى الخالق عنه ويحضى بشهود جمال الحبيب ورضوانه.
وفي قصيدة أخرى ص92:
يتمنى الشيخ علي فارس "ر" من الأسياد (الأنبياء) أن يحن إليه ويتلطفوا به وأن يسمحوا له بمشاهدتهم ولقائهم ساعتها فقط تطفئ ناره ويرتوي قلبه بالبشرة حيث السماح له بمجاملتهم في ............ والشوق هو احتياج للقلوب مشتعلة بالحب قائلا ً كل نقمة تهون عنه بمشاهدة وجه الله "ج" يوم القيامة.
أن لله عبادا ً ولو حجبهم في الجنة عن رؤيته لاستغاثوا منه كما يستغيث أهل النار من النار, وهكذا كان يتساءل الشيخ لا فرق عنده بين المنح والمنع, المنح بمعنى العطاء الزهد والتقوى العبادة والحب,المنع فهي جهاد النفس والنهي عن المنكر والآمر بالمعروف والاجتناب عن الملذات. أما مشاهدة وجه الله "ج" والانغمار بجماله يوم القيامة بفتح أمامه الطريق للرضا والسعادة الحقيقية الأبدية ومن هنا شوق هذا الشيخ هو شوق وهو قمة الشوق كقول الشاعر وأبرع ما يكون الشوق يوما ً إذا ........................ (كلما تقترب من الله تعالى كلما زاد الشوق أي كل لحظة أن يشاهد وجه الله تعالى).
هذا البيت يبرز وبالقرب من الخالق تتبرد الظلمات وتتبدل بالرضا وتغتمر الذنوب ويتستر الشر أو يحل الأمن والاستقرار ويسود الهنا والصفاء والإخلاص ويشع جمال الحق وفي أحد الأبيات الأخيرة يبرز الشيخ مزيج الحصرة والعاطفة الرقيقة وشدة التلهف بقوله يا من يخبرني عن جيره رحلوا أي استقاموا وأي أرض قد نزلوا.
صفحة 90+91+92:
أيا كوكبا ً بالشرق (الإمام "ص") أشرقت زاهيا ً ومن أفق أحبائي (الحدود) ً حسب الاعتقاد الشعبي عند الدروز السائد أن الحدود رحلوا إلى جهة الشرق (الصين الجوانية) الى يوم قيام الساعة.
عقلي مسه الخبل: الجنون                           الرشد: الوعي, الادراك
هنا مخاطبة الأنبياء ويقول أن غيابهم عنه أدى إلى غياب السعادة والهنا وفقدان عقله, وهنا أيضا ً الشيخ يستذكر دور الدعوى فيها كانوا الحدود وهذه الفترة هي فترة السعادة الحقيقية عنده. (يرمز الشاعر إلى عقيدة التقمص)
لبي: قلبي جوهري                                   فرط: الافراط الاكثار
مغرم بالشيء: متولع فيه                           السقام: الأمراض
ينبي: يخبر                                           عزول: الحاسد
ملامة: العتاب اللوم                                رسمي: رسم جسمي
هيام: متولع                                          سلبي: هلاكي
حبيبي سلامي: هنا الشاعر يوجه حديثه إلى الإمام "ص" الذي تملك حبه قلبه وروحه ويصور لنا وضعه الجسمي الرديء.
ص 91 من عظم اسقام:
شرعه: مذهبه                                       الفرض: الواجب
نفلا ً: ما يفعل دون فريضة                       سنة: المتبع والعادة
فانيا ً: قاضيا ً                                       ناخ: جلس
ثاويا ً: المكان الأخير
ص 92 أول شطر:
الملا: الكون                                      لافيا: واصلا
المواليا: المولى                                  صفح: سامح
عاصي: الذي لا يأتمر بالمعروف ولا ينهي عن المنكر
أهل الحلم: الصبر التعقل                       أسيا: حزين
سخط: غضب                                    يبرح: يذهب
ثانيا ً: حانيا ً                                      عنان: القصد المغزى
نزيل: ضيف                                     لاويا ً: إنعطف, مال
دانيا ً: قريبا ً                                     مجلس الرضا: مجلس الأنبياء
ضجير: النار المضرمة المشتعلة           مليك: الله "ج"
هنا الشاعر يصل بخياله ومشاعره الجنة.
القصيدة يا من يخبرني (إلى) يضرب المثل ص 93-94:
ركائيهم: الخيل                                البان: الخصبة
إحتيالي: سبلي                                 جاش: تحرك
...................................................................
الوحشة: الفرقة                               ................
فرط: كثير                                     هيكلي: جسمي
العلل: المرض                                شجون: الأحزان
تقسيم القصائد الخمس:
الأولى: ص90- (من عند) غبتم فغاب الهنا ... (لغاية) والغم منغصل
الثانية: ص90-91 – على حبيبي سلامي ... يكفيك معظم سلبي
الثالثة: ص 91-92 – ومن عظم اسقام ... والمحبين راضيا ً
الرابعة: ص 93-94 – يا من تحيرني ... يضرب المثل
الخامسة: ص 95 – أحباي قد غبتم ... سهام البلية..
على الإنسان أن يتعلم لكي يعرف ويعرف لكي يفهم ويفهم ليحكم.
كما قيل: بالنسيان الغفلة وبالغفلة الفتنة وبالفتنة الهلاك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال