"وكنت تقص عليه أحداث حياتها منذ فارقها، وكيف كانت تفكر فيه دائما، وكيف كانت تترقب كل عيد أوبته لزيارتها، ثم جعلت تسرد له حديث الطيور والبهائم: ما جدّ منها وما اختفى، ثم استعادت أمامه ذكريات الماضي، وذكرته بما كان له في حداثته من صنوف الملاعبات والمعاكسات... وفي هذه اللحظة وقع نظرها على الحصان المصنوع من أعواد الذرة.
فتراجعت، ونظرت إلى الفتى فإذا به ينظر بتأفف واشمئزاز إلى المكان الذي يجلس فيه، وإذا هو قليل الكلام، له صوت خشن غليظ، وحركات شاذة جافة، فحارت " أم زيّان في أمره".
لماذا حارت "أم زيّان" في أمر حفيدها (الفتى)؟ وضّح مقارنا ماضيه وحاضره.
حارت أم زيان في أمر الغالي لأنه قد تغيّر سلوكه تغيرا جذريا، كانت تسرد له حديث الطيور، وتسرد له ذكريات الماضي، وتحدثه عن الألعاب التي كان يحبها، لكنه لم يبادلها العواطف ولم يشاركها الحديث ولم يستعد معها الذكريات، بل على النقيض من ذلك راح يتأفف ويشمئز من المكان الذي نشأ فيه، فالزمن غيّره، بينما نجد أن الزمن توقف عند أم زيّان، وكان هذا سببا لم تفهمه أم زيّان فحارت في أمره، ولم تعرف كيف ترضيه.
التسميات
تحليل نصوص أدبية