وصية الشيخ الفاضل إذا وقع بيد أحمد باشا كجك.. الإيمان بعقيدة التقمص والقدرة على قتل جسد الشيخ مع العجز عن قتل الروح لأنها خالدة لا تموت

- علم الشيخ الفاضل -ر- أن القائد التركي أحمد كجك الذي أتى لإلقاء القبض وإنهاء حكم فخر الدين المعني الثاني فقد هدد بإلقاء القبض على الشيخ الفاضل معرفة منه أن أبناء الطائفة الدرزية سيكونون مستعدين لدفع الغالي والثمين من أجل إخراجه من أيدي أحمد كجك.
- قال الشيخ الفاضل -ر- لإخوانه أنه إذا حدث ذلك أن لا يدفعوا ولو قرشا واحدا لأنه يؤمن بعقيدة التقمص لأن أحمد كجك يستطيع أن يقتل جسد الشيخ لكنه مقصر في قتل الروح لأنها خالدة لا تموت وقد شبه قدومه على أحمد كجك كقدومه على راع للمعزى وذلك ليس تحقيرا للراعي فهو نفسه كان راعي للمعزى  إنما تعبيرا عن عدم خوفه منه.
لقد عاش شيخنا في فترة حكم فخرالدين المعني الثاني الذي كانت أزهى فترة في تاريخ الدروز سنة 1591-1635 وتمتع شيخنا بمنزلة عالية دينية واجتماعية.
أما أحمد الكجك هذا فهو تركي الأصل تربى في بلاط الإمارة المعنية وبعد ما تسلم فخر الدين الإمارة بمساعدة والدته الست نسب وأخيه يونس.
طمع الكجك باستلام وظيفة عالية في إمارة الأمير فخر الدين لكنه لم يحصل, لذلك غضب الكجك وعاد إلى استنبول وهناك عينه السلطان واليا ً على دمشق في منطقة الأناضول وفيما بعد عينه قائدا ً خاصا ً للقضاء على فخر الدين المعني الثاني الذي شكل خطرا ً مباشرا ً على الإمبراطور العثمانية التركية وقد سمع بمنزلة الشيخ الفاضل وأشاع خبر عن نيته باختطافه وإمكانية فك أسرة مقابل فدية كبيرة ربما تضعضع حزن فخرالدين المعني الثاني.
فسمع الشيخ الفاضل الخبر فأجاب:
أنا أوصيكم إن قدر الله "ج" علي ووقعت في قصر أحمد باشا فحرام على من يخسر علي قرشا ً أو أما الروح فمقصر عنها أما الجسم فليفعلوا به ما شاءوا وخلاصي بذلك.
هذا الكلام:
- إنسان عادي متواضع.
- إيمانه القوي.
- شجاعته.
وصيته:
أوصى قائلا ً:
1- طلبي منكم أن تدفنوني بحقل يحرث وتكون صورة القبر كصورة القبور العادية المعتادة إذا دفنت في تربة البلد.
2- لا تنعوني إلى أحد.
3- لا يمشي أحد بعزائي.
4- وكل ناحية يعزي أهلها بعضهم البعض.
5- ولا يرثيني أحد ببيت.
حسب الديانة الدرزية يجب على كل درزي كتابة وصية في حياته ويوزع بموجبها ما يملكه من مال أرض بيت لمن يشاء وإن كان أو غير وارث وهذه وصية شخصية يصادق عليها التقاة من المشايخ كذلك وصية عامة لزعيم مثل وصية الشيخ محمد أبو شقرا والشيخ أمين طريف رحمهما الله "ج".
هذه الوصية إن دلت على شيء فإنما على قمة التواضع عند الشيخ الفاضل وبساطته. يمنع القلوب الظاهرة عند الدروز من منطلق عقيدة التقمص القبور فقط للأنبياء والصديقين.
يتوجب على كل درزي كتابة الوصية وكما قيل لا ينام المؤمن إلا ووصيه تحت وسادته, وصية الشيخ نفذت كلها ولكن بنيت له فيما بعد مزارا ً في لبنان في قرية عين عطا. وقد بعثوا لإثنين من الحكام واحد منهم قال ليس كل يوم صح لنا أجر مثل هذا الشيخ والآخر قال قبول أمره أعظم من أجره (احترام).
توفي ليلة الجمعة الفضلية.
بناء القبور الظاهرة للصديقين والشهداء والوجهاء فقط مع العلم أن ذلك كما ورد في الشرح يشبه بعبادة الأصنام ومنا في للديانة والعقيدة الدرزية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال