" ورأى إسماعيل أمه وفي يدها زجاجة صغيرة، وترقد فاطمة على الأرض وتضع رأسها على ركبة الام، فتسكب من الزجاجة في عينيها سائلا تتأوه منه فاطمة وتتألم.
سألها إسماعيل:
-¨ما هذا يا أمي؟
- هذا زيت قنديل أم هاشم. تعودت أن اقطر لها منه كل مساء.
لقد جاءنا به صديقك الشيخ درديري. انه يذكرك ويتشوق إليك. هل تذكره؟أم تراك نسيته؟
-¨ما هذا يا أمي؟
- هذا زيت قنديل أم هاشم. تعودت أن اقطر لها منه كل مساء.
لقد جاءنا به صديقك الشيخ درديري. انه يذكرك ويتشوق إليك. هل تذكره؟أم تراك نسيته؟
قفز إسماعيل من مكانه كالملسوع. أليس من العجيب أنه وهو طبيب عيون، يشاهد في أول ليلة من عودته، بأية وسيلة تداوى بعض العيون المصابة بالرمد في وطنه؟...
تقدم إسماعيل الكأس فاطمة فأوقفها، وحل رباطها وفحص عينيها، فوجد رمدا قد اتلف الجفنين واضر بالمقلة، فلو وجد العلاج المهدئ المسكن لتماثلت للشفاء، ولكنها تسوء بالزيت الحار الكاوي، فصرخ في أمه بصوت يكاد يمزق حلقه:
حرام عليك الاذية. حرام عليك، أنت مؤمنة تصلين، فكيف تقبلين أمثال هذه الخرافات والأوهام؟"
في هذه الرواية صراع بين حضارتين الغربية والشرقية. ما هو محور هذا الصراع ومن هي الشخصية الرئيسية التي تمثل كلا من طرفيه؟ وضح.
الرواية رمزية فماري تمثل الحضارة الغربية فهي أوروبا الحديثة الفخورة بعلمها المادي دون إيمان أو اكتراث كبير بالإنسان.
وإسماعيل هو روح مصر الناهضة المتوثبة وفاطمة النبوية هي مصر التقليدية المستندة على أساس صلب من تاريخ وتراث كبيرين، ومقام الست هو الإيمان والقنديل شكل الإيمان.
وكان الصراع قويا بين الحضارتين حيث فشل في علاج عيني ابنة عمه فاطمة ولم ينجح إلا بعد أن تصالح مع التراث وأصبح يؤمن به فبعد أن اخذ زجاجة الزيت من الشيخ درديري وعالج ابنة عمه بالعلم الحديث نجح العلاج، وتصالح إسماعيل مع الإيمان وشكل الإيمان.
والشخصية الرئيسية هي شخصية إسماعيل وهنا حقيقة أسبقية الحياة الروحية على المادية في القنديل، وتجعل من إسماعيل الشخصية الوحيدة المتطورة روحيا، كل التغيير يحدث فيه وحده.
التسميات
تحليل نصوص أدبية