تحرير المادة الصحفية طبقاً مفهوم النص الفائق.. التجاوب مع طريقة الإنسان في التفكير والتعامل مع أي نص يحمل معلومـات عندما يسأل عن بعض الجوانب فيه

يتصل النص الفائق بمجموعة أخرى من النصوص المرتبطة به من خلال إشارات معينة بداخله، يتم تمييزها تيبوغرافياً داخل النص الأصلي، بحيث إذا تم تنشيطها من خلال المحرك فإنها تفتح على نصوص أخرى،  قد تكون نصية أو سمعية أو بصرية أو كليهما معاً، سواء متاحة داخل موقع الصحيفة، أو تحيل المستخدم إلى مواقع وعناوين يمكن من خلالها الاستفادة من الموضوعات التي تحظى باهتمامهم، وهذه الكلمات التي لها اتصالات تسمى "كلمات نشطة".

متطلبات المعالجة التحريرية للمادة الصحفية وفقاً لمفهوم النص الفائق:
تتطلب المعالجة التحريرية للمادة الصحفية التي تعرض من خلال صحيفة الكترونية طبقاً لمفهوم النص الفائق مراعاة مجموعة من المتطلبات، يمكن الوقوف عليها على النحو الآتي:

1- ضرورة الاعتماد على مادة معلوماتية متميزة على المستويين الكمي والكيفي، حيث إن المحرر مطالب أن يغذى موضوعه بأكبر قدر من المعلومات التي تغطى جميع جوانب الموضوع الآنية، والخلفيات المعلوماتية المتعلقة بالأشخاص والأحداث والأماكن والمفاهيم والأفكار التي وردت في الموضوع.

وتكمن أهمية ذلك في أن المحرر داخل الصحيفة الالكترونية يتعامل مـع نص مفتوح على مجموعة متنوعة من النصوص الأخرى المرتبطة به، والتي قد تعطى تفاصيل معلوماتية إضافية، ولكنها لابد أن تكون موجودة وقائمة.

2- إن مسئولية المحرر الصحفي في الصحيفة الإلكترونية لا تنتهي بمجرد كتابة الخبر، بل إن مسئوليته الحقيقية تبدأ عند هذا الحد.

وتتمثل هذه المسؤولية في تحليل الخبر لرصد مجموعة الكلمات التي يمكن أن يتعامل معها ككلمات نشطة.

وقد تدل هذه الكلمات على الأماكن التي ترد في المادة الصحفية، أو على الأسماء، أو على الأشخاص، أو على أحداث تاريخية، أو على مفاهيم، أو على اتفاقيات.

3- أن يتعامل المحرر الصحفي في الصحيفة الإلكترونية مع المادة الصحفية طبقاً لمفهوم الشبكة، فالصحيفة الإلكترونية توضع على شبكة الإنترنت، التي توجد عليها أعداد لا متناهية من المواقع.

ومن الممكن أن يستفيد المحرر الصحفي بصورة مباشرة عند إعداد المادة من المعلومات المتوافرة على هذه المواقع.
ومن الأهمية بمكان أن يلتزم المحرر بمعالجة المعلومات بالشكل الذي يناسب القارئ الذي يتوجه إليه.

والطريقة الأفضل والأيسر للاستفادة من المعلومات الموجودة على مواقع هذه الشبكة أن يقوم المحرر بربط القارئ بها مباشر، بحيث تشكل هذه المعلومات امتداداً لما هو موجود على النص الأصلي تماشياً مع فكرة النص الفائق.

مما سبق يتضح أن فكرة النص الفائق تعتمد على أن أي معلومة عادة ما يرتبط بها عدد آخر من المعلومات، فعندما يجري تناول معلومة جديدة يتم ربطها بمعلومات مألوفة لدى القارئ.

 وأعتقد أن النص الفائق يتجه إلى التجاوب مع طريقة الإنسان في التفكير والتعامل مع أي نص يحمل معلومـات عندما يسأل عن بعض الجوانب فيه، فيوجه النص الفائق القارئ إلى الدخول في معلومات جديدة وهو ما يتطلب من المحرر الصحفي القيام بعملية تحليل للنص.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال